تتجدد مظاهر الطوابير اللامتناهية بمراكز بريد الجزائربوهران كلما حل تاريخ ال22 من كل شهر، وهو التاريخ المقترن بصب معاشات المتقاعدين الذين يتسابقون ومنذ ساعات الفجر لحجز أماكنهم بالطابور مخافة الوقوع في مشكل غياب السيولة... المعزوفة التي حفظها المواطن الوهراني فراح يحتاط لها بحرمان نفسه من النوم حتى لا يحرم معاشه ويضطر للركض عبر مراكز بريد الولاية عله يجد سيولة. ووصل الأمر ببعض المتقاعدين مَن أخذ معه فراشا أو كرسيا منذ الثالثة صباحا بمركز بريد الأمير خالد بوهران مخافة نفاذ السيولة، وفي كثير من الأحيان يذهب تعبهم وانتظارهم سدى إذا ما قرر رئيس المركز فتح الباب للجميع وعدم اعتماد نظام الأفواج، حيث يتدافع زبائن البريد ويتزاحمون مما يتسبب في كثير من الأحيان في وقوع العديد من المسنين وتعرضهم لإصابات وجروح نتيجة التدافع، لاسيما بالنسبة للمرضى وهي عينة فقط من مظاهر الفوضى التي تطبع مراكز البريد بعاصمة الغرب الجزائري نتيجة سوء التنظيم حسب عدد من الزبائن من جهة وغياب السيولة من جهة أخرى، لاسيما خلال فترة دفع معاشات المتقاعدين، حيث يعلو الصراخ وتتكرر المشجارات بين الزبائن والموظفين حينا وبين الزبائن فيما بينهم أحيانا أخرى. كما يواجه المواطنون مشكلا عويصا بأغلب مكاتب البريد والمواصلات خاصة الموجودة بالبلديات النائية بسبب تعطل أجهزة الحواسيب التي تستخدم في سحب الرواتب والمنح وغيرها من المداخيل المالية، حيث يضطرون إلى التنقل إلى بلديات مجاورة لسحب أموالهم، إذ كشف زبون أنه استأجر خلال الشهر الماضي سيارة كلونديستان ب500 دج ليسحب أمواله من بلدية وهران لعدم تمكنه من ذلك في سيدي الشحمي بسبب تعطل الجهاز بالمكاتب. هذا الوضع دفع بالمواطنين إلى مناشدة الجهات الوصية قصد التدخل من أجل وضع حد لهذه الفوضى وتجنيبهم تلك الطوابير اللامتناهية التي كثيرا ما تنتهي بشجارات هم في غنى عنها.