نظام "التمشيط البحري" في الجزائر يُجهض مخططات شبكات الهجرة السرية أفادت مصالح خفر السواحل الإيطالية أنها نسقت عمليات إنقاذ نحو 6500 "حراڤ" بينهم جزائريون قبالة السواحل الليبية في يوم واحد أمس وهو أحد أكثر الأيام التي تشهد هذا الكم من عمليات الإنقاذ خلال السنوات الأخيرة في البحر الأبيض المتوسط. وتحوّلت السواحل الليبية بفعل غياب الرقابة الناتجة عن الفوضى الأمنية إلى مقصد لشبكات تهريب البشر بالتزامن مع تشديد السلطات الجزائرية لنظام التمشيط البحري الذي أثمر عن إجهاض عمليات قياسية خلال موسم الاصطياف الجاري. وأشارت مصالح خفر السواحل الإيطالي على صفحتها الرسمية على "تويتر" إلى أن "مركز العمليات قام بتنسيق 40 عملية إنقاذ" قبالة ليبيا، مشيرين إلى أن السفن التابعة لهم أنقذت 6500 مهاجر من جنسيات إفريقية مختلفة وبينهم منحدرون من بلدان شمال إفريقيا، على غرار تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر وذلك بالتنسيق مع سفن تابعة للبحرية الإيطالية وللعملية البحرية الأوروبية "صوفيا" المتخصصة في مكافحة تهريب البشر وسفن أخرى تابعة لمنظمات إنسانية وللوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس). يذكر أن يوم أمس الأول كذلك تم إنقاذ أكثر من 1100 مهاجر في المنطقة نفسها، وفق حصيلة قدمها خفر السواحل الذين ينسقون من روما جميع عمليات الإنقاذ في شمال المياه الإقليمية الليبية. ومع ذلك، كان شهر أوت أكثر هدوءا بقليل من السنوات السابقة، إذ أن مجموع الوافدين إلى إيطاليا قبل عمليات الإنقاذ التي تمت في الأيام الماضية قد بلغ نحو 105 آلاف شخص حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهو رقم لا يزال أقل من السنوات السابقة. وأفاد متحدث باسم خفر السواحل الإيطاليين "كنا مشغولين اليوم (الإثنين) بشكل خاص"، رافضا الحديث عن عدد قياسي من المهاجرين. من جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود على تويتر إن سفينة "الكرامة" التابعة لها شاركت مع منظمة "برو أكتيفا اوبن آرمز" في إنقاذ مئات المهاجرين الذين عثر عليهم على متن 15 قاربا مطاطيا وقارب صيد، بينهم طفل مريض يبلغ من العمر خمسة أيام نقل في مروحية إلى مستشفى إيطالي. وفي غياب الرقابة الفعالة على الحدود البحرية بفعل الفوضى الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ 2011، تحولت شواطئ هذا البلد المتوسطي إلى منطلق لعشرات آلاف المهاجرين الساعين إلى بلوغ أوروبا. وغالبا ما تغرق المراكب المطاطية التي تقل مئات المهاجرين ومعظمهم من جنسيات إفريقية، ويجري انتشالها من على شواطئ مناطق متفرقة في غرب ليبيا خصوصا، بينها صبراتة.