أنهى وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، أمس، جولته الماراطونية إلى كل من قطر، إيرانوموسكو ختمها بباريس في اجتماع جانبي مع وزير الطاقة السعودي وسط تفاؤل كبير بنجاح فعاليات اجتماع الجزائر الذي تمت البرمجة له نهاية الشهر الجاري، حيث تعد تصريحات وزراء طاقة كل من إيرانوقطر، روسيا وكذا السعودية عقب اللقاءات التي أجراها مؤشر توافق بين دول تفرقها اختلافات سياسية وجمعتها نظرة الجزائر الاقتصادية البراغماتية، حيث دافع على تصور الجزائر بضرورة المحافظة على متوسط سعر البترول بين 50 و60 دولارا للبرميل، مما يضمن دول أوبك وخارج أوبك والدول المستهلكة، أين عزز موقف إيران بالمشاركة في الاجتماع التفاؤل بنجاح الاجتماع. وخلال لقائه بموسكو، قال بوطرفة إنه اتفق مع نظيره الوزير الروسي للطاقة نوفاك، على ضرورة مواصلة الحوار مع جميع الدول المنتجة وغير المنتجة للنفط، بما يخدم مصالح جميع الأطراف المشاركة في سوق الخام. وقال بوطرفة إن موسكو أكدت مشاركتها في الاجتماع غير الرسمي للدول الأعضاء في منظمة "أوبك" ومنتجين مستقلين، كروسياوإيران، المزمع عقده في الجزائر بين 26 و28 سبتمبر على هامش المنتدى الدولي للطاقة. ويرى بوطرفة أن اجتماع الجزائر يعطي فرصة جديدة للحوار بين الدول المنتجة للنفط بهدف اتخاذ إجراء لاستقرار سوق النفط كتثبيت إنتاج الخام، خاصة أن إيران، التي كانت عائقا أمام التوصل لاتفاق بشأن تثبيت الإنتاج سابقا، ستشارك في الاجتماع، من دون أن يكشف عن طبيعة الإجراءات التي من الممكن أن يتبناها الاجتماع. وأعرب الوزير الجزائري عن أمله في أن تساعد المحادثات التي يجريها مع أطراف عديدة على تقريب المواقف واتخاذ قرار مشترك. ويزور بوطرفة العاصمة الروسية بعد أن زار قطروإيران. ومن المقرر أن يتوجه بوطرفة من موسكو إلى باريس، حيث سيلتقي نظيره السعودي، خالد الفالح، وأمين عام منظمة "أوبك". وكان الوزير بوطرفة قد شدد على أن سعر برميل النفط يجب أن يتراوح بين 50 و60 دولارا، وهو سعر عادل لجميع المنتجين وكذا المستهلكين. وبهذا النجاح في الجولة يكون بوطرفة قد نجح في لم شمل مختلف الفرقاء، خاصة السياسيين في ملف واحد، أين تمكن من توحيد النظرة وتغليب البعد المصلحي والاستراتيجي على الاختلافات السياسية، حيث يتم العمل على عقد اجتماع جانبي يشمل كل الدول بما فيها السعودية وإيرانوروسياوقطر والإمارات، وهو ما يعد خطوة كبيرة من أجل الوصول لاتفاق بين الدول المنتجة، ويسهم في استعادة الجزائر لدورها الريادي في الوصول إلى توافقات بين الدول الأعداء سياسيا ضمن مقاربة براغماتية محضة مطروحة من طرف الجزائر.