المساعي الجزائرية تلقى تأييدا في أوساط الدول المنتجة للنفط أكد وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه ،أمس الثلاثاء، أن إيران تدعم أي سعر للنفط يتراوح بين 50 و60 دولارا للبرميل وتؤيد أي إجراءات رامية لإحلال الاستقرار في السوق ، ويأتي الموقف الإيراني ليدعم الطرح الذي دافعت عنه الجزائر والتي تسعى منذ مدة لإقناع الدول المنتجة للنفط لتثبيت الانتاج من أجل إعادة التوازن للأسعار وإبقائها في معدل يتراوح بين 50 و60 دولارا للبرميل . وأوضح وزير النفط الإيراني عقب اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» محمد سنوسي باركيندو في طهران أن إيران تريد سوقا مستقرة ومن ثم تدعم أي إجراء يساعد على إحلال الاستقرار في سوق النفط، مؤكدا دعم بلاده لأسعار النفط بين 50 و60 دولارا للبرميل. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال استقباله الأمين العام الجديد لأوبك محمد سنوسي باركيندو ، دعم طهران لأية خطوة تصب لصالح استقرار أسواق النفط وتدعم الأسعار وتقوم على العدل والانصاف والالتزام بحصص البلدان المنتجة. وذكر الرئيس روحاني ،أمس، خلال اللقاء في طهران أنه في ظل الظروف غير العادلة لأسواق النفط وأسعاره فإن جميع البلدان المصدرة وكذلك المستهلكة سيلحقها الضرر ويدعم الموقف الايراني المسعى الذي تقوم به الجزائر لإيجاد اتفاق بين الدول الأعضاء في الأوبك و روسيا لتثبيت الإنتاج، وفي هذا الإطار كان وزير الطاقة نورالدين بوطرفة قد شرع في جولة من المباحثات قادته إلى كل من قطروإيران لحشد الدعم للموقف الجزائري حول تحقيق أسعار تتراوح بين 50 إلى 60 دولارا للبرميل وقد جدد وزير الطاقة نور الدين بوطرفة خلال زيارته لقطر التأكيد على أن سعر النفط في مستوى أدنى من 50 دولارا للبرميل هو غير مقبول وغير مناسب للدول المنتجة ولا للاقتصاد العالمي ككل وكان وزير الطاقة قد أكد عقب لقائه وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنغنه، خلال الزيارة التي قادته إلى إيران أن تحديد 50 دولارا لبرميل النفط مرفوض، مشيرا إلى مناقشة هذه القضية في وقت قريب، وأوضح أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك تقترح سعرا بين 50 و60 دولارا للبرميل. وتأتي الزيارات التي يقوم بها وزير الطاقة نورالدين بوطرفة قبل الاجتماع المقرر من 26 الى 28 سبتمبر لوزراء المنتدى الدولي للطاقة وكذا الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الذي سيبحث أساسا إمكانية تجميد مستوى انتاج الخام هذا ومن المرتقب أن يلتقي بوطرفة كلا من وزير الطاقة الروسي و السعودي. وكانت الجزائر قد رحبت بالاتفاق الذي وقعته كل من السعودية وروسيا للتعاون من أجل استقرار سوق النفط، حيث عبر بوطرفه عن رضاه بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وروسيا . وقد اتفقت روسيا والمملكة العربية السعودية أول أمس، على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة العوامل الأساسية في سوق النفط وتقديم توصيات بخصوص الإجراءات والخطوات اللازمة لضمان الاستقرار في سوق الخام وقد واصلت أسعار النفط مكاسبها، أمس، بعد الاتفاق الروسي السعودي، لكن عدم اتخاذ إجراء فوري لكبح الإنتاج حد من المكاسب و تراهن بعض الدول المنتجة في التوصل إلى اتفاق لتثبيت الانتاج خلال الاجتماع غير الرسمي المقرر في الجزائر نهاية الشهر الجاري. ويرى العديد من المحللين أن هذ ا الاجتماع الهام الذي ستحتضنه الجزائر ، من شأنه إعادة التوازن للسوق النفطية بعد التراجع الكبير في الأسعار على مستوى الأسواق الدولية وهو ما ألحق أضرارا كبيرة باقتصاديات العديد من الدول المنتجة، في وقت نجحت فيه الجزائر في امتصاص آثار الصدمة البترولية رغم تراجع ايرادات الخزينة وذلك بفضل التدابير والاجراءات التي انتهجتها منذ البداية في إطار بناء اقتصاد وطني خارج التبعية للنفط.