ربات البيوت الوهرانيات يتخلين عن "الهيدورة " في العيد ظاهرة جديدة أخذت في التزايد بوهران مرتبطة بالأضحية في العيد الكبير، حيث يسارع الشباب في ثاني يوم من العيد للإنتشار في الشوارع ودق أبواب البيوت بحثا عن “الهيدورة” أو ما يعرف بجلد الكبش قصد شرائه وذلك من أجل إعادة بيعه لمصانع الجلود التي تصدرها بدورها لدول أوروبية على غرار فرنسا ،إيطاليا و تركيا ، لتعود إلينا مرة أخرى بضائع مصنعة على شكل حقائب و ملابس و غيرها من الأغراض الجلدية . في مدينة الباهية تشتهر منطقة رأس العين منذ القدم بتوافد النساء إلى مكان العين من أجل غسل “الهيدورة” حتى أن هذه العادة تم وصفها في عدة أغاني لمطربين وهرانيين منهم بن شنات .حيث تتباهى النسوة بأضاحيهن من خلال قطعة جلد الكبش التي كانت تغسل و تجفف و تمر على عدة مراحل لتصبح صالحة لاستعمالها في ديكور المنازل أو كسجاد للصلاة أو كصوف لبساط العروس. لكن اليوم القليل من النساء من تقمن بهذه المهمة ، حتى أنها تكاد تختفي من قاموس الوهرانيين و من ديكور البيوت ، و حتى العرائس أصبحن يلجأن لأنواع أخرى من “البساطات” المعبأة بالإسفنج أو ما يسمى “لواط” عوض الصوف . للعلم أن العروس الوهرانية كانت إلى وقت قريب تخجل من أن تأخذ “بساطات” غير معبأة بالصوف الحرة كما يقال ، و إلا تصبح محور حديث محيط عائلة الزوج وانتقاد الجيران والأقارب. أما اليوم فأصبح الإكتفاء بما يعرض في الأسواق من نوعية خفيفة . و تختلف أعذار هؤلاء النسوة ما بين من لا تريد التعب و أخرى تعتبر “الهيدورة” من الديكور القديم و أخرى تتحجج بأن الصوف مصدر حساسية لأبنائها و غيرها من الأعذار التي أبعدت عادة غسل جلد كبش العيد من الممارسات المرتبطة بعيد الأضحى ، والعديد من العائلات تستغني عنها . و أصبح مكان غسل الهيدورة برأس العين و سكاليرا بسيدي الهواري مكان لتجمع نسوة يعرضن خدمات غسلها مقابل مبالغ مالية لمن مازالت تحن لاستعمالها. فأصبح التخلي بالتالي على “الهيدورة” في العيد و المناسبات عادة تتنامى عاما بعد عام لدرجة أن بيعها أصبح مصدر رزق لبعض الشباب و المراهقين ، حيث تراهم يجوبون الشوارع في ثاني يوم للعيد بحثا عمن يريد بيعها والتخلص منها ، و لا يترددون في بدق الأبواب لعرض شرائها ، حيث تتراوح أسعار بيعها ما بين 300 دج إلى 500دج حسب الحجم . و قد وجدت ربات البيوت في هذه الطريقة فرصة للتخلص من عناء عملية الغسل المتعبة و ما يتبعها من تجفيف و مراقبة تأخذ من وقتها وراحتها. ويتم تحويل “الهيدورة” من المنازل إلى المسالخ و مصانع الجلود الموجودة بوهران لتوظب و تصبح نصف مصنعة ، ثم تصدر لدول أوروبية . و تشير الإحصائيات إلى أنه في النصف الثاني من العام الجاري تم تصدير ما وزنه 196 طن من الجلود لفرنسا و تركيا و إيطاليا.