-50 ألف شكوى تكشف "عمق" الألم الاجتماعي عبر الولايات - قطاعات العدالة والصحة والإعلام أبرز محاور التقرير السنوي لحقوق الإنسان
كشف رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني، عن أنّ "ممارسات سلبية لبعض المسؤولين ضاعفت نسبة الغضب الشعبي رغم الجهود التي تقوم بها الدولة من أجل تحسين الخدمة العمومية". وأفاد قسنطيني أن التقرير السنوي لحقوق الإنسان تناول في جوانب مفصّلة تفشي البيروقراطية في قطاعات إدارية حيوية وحذّر من "التأخر في معالجة العديد من النقاط السوداء على صعيد القضايا المتصلة بالاحتكاك المباشر مع المواطنين". وكشف رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان في حوار له على القناة الأولى، عن أن التقرير السنوي الذي سيرفع لرئيس الجمهورية أواخر ديسمبر 2016 سيركز على عدة محاور تتعلق في الأساس بقطاع العدالة والصحة . والإعلام التي ورغم الجهود المبذولة بشأنها إلا أنها لازالت تعاني من نقائص كثيرة تحول دون بلوغ المستوى المنشود من حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتجسيد دولة القانون. وصرح فاروق قسنطيني، بأن قطاع العدالة يعد محور بارز ضمن التقرير السنوي، حيث إنه وإن كان يسجل تحسنا في الجانب الجزائي وتحديدا ما تعلق بالحبس الاحتياطي، إلا أن القضايا المدنية والتجارية والإدارية بحاجة إلى مزيد من الجهود بخصوص نوعية الأحكام التي من شأنها خلق تأمين أكبر لممتلكات المواطنين. وشدد قسنطيني على ضرورة الاهتمام أكثر فأكثر بتكوين القضاة،وقال إن ممارسته لمهنة المحاماة تمكنه من ملاحظة نقص كبير في النضج المهني من خلال الأخطاء التي يرتكبها القضاة الجدد ذوو الخبرة المحدودة، واصفا الأمر بالخطير. وأضاف قسنطيني أنه من بين المحاور الهامة التي سيتعرض لها التقرير السنوي هو قطاع الصحة الذي وصفه، متأسفا، بالمتأخر رغم جهود الوزارة الحالية. وقال إن أهم مشاكل هذا القطاع هو نقص العتاد الطبي وسوء التسيير. وقال إن زيارة بسيطة لأي مستشفى في أي ولاية ستجعلك تقف على فوضى عارمة وانعدام في النّظافة واحتجاجات بالجملة للمواطنين، مما جعل سمعة القطاع تهتز بصورة كبيرة -يقول - مما جعل المواطن يفقد ثقته في هذا القطاع تماما. وفي معرض حديثه، تطرق قسنطيني إلى محور الإعلام وحرية الصحافة كواحد من أهم النقاط التي تم التركيز عليها ضمن التقرير. وقال إنه قد آن الأوان لتحقيق حرية الصحافة بمعناها الحقيقي والتخلص نهائيا من مشاكل رجال الإعلام مع العدالة دون التنازل - يقول - عن مبدأ أخلاقيات المهنة واحترام خصوصية الأشخاص والابتعاد عن القذف والشتم والأخبار الكاذبة. من جهة أخرى، كشف قسنطيني عن معدل الشكاوى التي تتلقاها اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان سنويا، التي بلغت ما بين 40 إلى 50 ألف شكاية، وقال إن هذه الأخيرة تثبت وجود ألم اجتماعي عميق وإنه قد تم تثبيت هذا الأمر ضمن التقرير ذاته.