لو كنت ممن يفرضون أجورا عالية ما سكنت في بيت من ثلاث غرف قالت الفنانة فريدة صابونجي في حديث ل "البلاد" إنها لا تزال قادرة على العطاء والتمثيل بعيدا عن فكرة الاعتزال التي يعتقدها الكثيرون بسبب غيابها نوعا ما عن الساحة الفنية. ورجحت محدثتنا هذا الغياب إلى المنتجين والمخرجين الجزائريين الذين أصبحوا يبحثون عن الممثلين الشباب الهواة دون التعامل مع قدامى الفنانين وأعمدة التمثيل في الجزائر قائلة "لم أعد بنت العشرين، المخرجون يفضلون الشباب الهواة على الممثلين المحترفين لكن يجب عدم تجاهل أمر مهم هو أن هؤلاء الشباب لا يمكن لهم ان يكونوا دون مساعدة وإشراف الفنانين الكبار". واستبعدت صابونجي فكرة ابتعادها وانقطاعها عن التمثيل بإرادتها. من جهة أخرى نفت الفنانة الكبيرة فريدة صابونجي أن تكون من ذوي الأجور العالية ما يدفع المنتجين والمخرجين الى الانصراف عنها واختيار ممثلين اقل أجرا، قائلة لو كنت كذلك ما سكنت في بيت من ثلاث غرف. وتغيب الفنانة فريدة صابونجي فنيا عن محبيها منذ فترة زمنية ليست بوجيزة، خاصة بعد تعرضها لأزمة صحية مؤخرا لزمت ابتعادها نوعا ما عن الإجهاد والتعب، ودخلت صابونجي عالم الفن في سن مبكرة حيث كانت تبلغ ال13 من العمر ولكنها قطعت مسيرتها الفنية والتحقت بصفوف الثورة الجزائرية عام 1954 ولم تعد إلى التمثيل إلا بعد الاستقلال، كمملثة في المسرح ثم التلفزيون وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا من خلال أدوارها المختلفة التي قدمتها، حتى عندما كانت تمثل دور الأم أو الحماة المتسلطة والمتجبرة كانت صابونجي تحظى بإعجاب جمهورها، وتعد من الأسماء الفنية الراسخة في ذاكرة المشاهد الجزائري وصاحبة شعبية كبيرة، وتميزت بأدوار المرأة الأرستقراطية المتسلطة، من أشهر أعمالها المسلسل التلفزيوني "المصير" عام 1985 للمخرج الراحل جمال فزاز.