أعطى الوزير الأول عبد المالك سلال قبل قليل إشارة انطلاق أشغال المنتدى الدولي ال 15 للطاقة الذي يبحث الآفاق الطاقوية العالمية وكذا دور الطاقات المتجددة في التنمية مستقبلا. وخلال كلمة الافتتاح التي ألقاها بحضور ممثلين عن أزيد من 50 بلد، أكد الوزير الأول أن الوضع الحالي لسوق النفط لا يخدم أي دولة في العالم، وأن الجزائر من هذا المنظور تناضل من أجل استقرار اسعار الاسواق وهو ما يستدعي ضرورة الوصول إلى اتفاق شامل يحمي جميع الدول. وزيرالطاقة وخلال مداخلة له، تحدث عن رؤية الجزائر في وضع أرضية مشتركة و بحث سبل التحضير لمنظومة قرارات فعلية لعرضها خلال اجتماع وزراء الطاقة بمنظمة الاوبيك والتي ستجتمع في لقاء استثنائي بفيينا. و قال سلال أنه "لم تظهر هذه الحاجة إلى الحوار و التفاهم المتبادل بصفة ملحة أكثر من بداية القرن الحالي الذي يشهد مفارقة عجيبة"، موضحا انه "من جهة نجد معرفة كاملة برهانات العالم و تحدياته و سرعة غير مسبوقة في تنقل الأشخاص و المعلومات و قدرات بشرية بلغ تطورها الذروة و في مقابل ذلك نسجل عجزا محبطا على إفشاء السلام و انتشال شعوب كاملة من البؤس و إعادة بعث الاقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات مزمنة و تشييد بيتنا المشترك كي نتركه في حالة مقبولة لأبنائنا". و تابع قائلا "في هذا العالم المضطرب و الغامض الأفق علينا رفض الاستسلام و النظر إلى المستقبل بتفاؤل و إصرار"، مؤكدا أن المنتدى "رسالة أمل ستساهم بالتأكيد في دفع مناخ الثقة" لأن الأمر--كما قال--يتعلق باجتماع هام من شأنه توضيح الرؤية و دعم إستقرار الاسعار و رفع نمو الاقتصاد العالمي و من ثم العمل من اجل رفاهية سكان العالم. وسيتم خلال هذا اللقاء الوزاري الذي سيحت ضنه المركز الدولي للمؤتمرات الجديد بالعاصمة التطرق إلى كبرى المسائل الطاقوية لاسيما أسواق النفط و الغاز و الطاقات المتجددة بحضور المئات من المشاركين. ويركز الموضوع الرئيسي لهذه الطبعة التي تدوم يومين على "الانتقال الطاقوي العالمي: تعزيز الأدوار من اجل حوار طاقوي". ويشكل اللقاء فرصة للتشاور للتوصل إلى تفاهم أحسن والتوعية بالمصالح الطاقوية المشتركة بين أعضاء المنتدى وهذا بحضور وزراء الطاقة للدول الأعضاء, مسؤولين, خبراء, شركات بترولية وغازية بالإضافة إلى المنظمات الدولية على غرار المنظمة الدولية للدول المصدرة للبترول (أوبك), الوكالة الدولية للطاقة, ومنتدى الدول المصدرة للغاز. و في تصريح للقناة الإذاعية الأولى عقب وصوله إلى الجزائر، أكد وزير الطاقة و الصناعة و الموارد المعدنية السعودي خالد الفالح أن اجتماع الجزائر مهم ومحوري للخروج بقرارات لصالح سوق النفط و أردف قائلا "سنعمل جاهدين على إنجاح هذا اللقاء المهم جدا والمحوري و نتطلع إلى أن يكون الحوار بين الدول المنتجة و المستهلكة للطاقة عموما و البترول بشكل خاص لنتمكن من الخروج بقرارات تعود بالخير على جميع الأطراف"، كما أكد أن الاقتصاد العالمي اليوم بحاجة إلى عوامل استقرار مختلفة، مبرزا أهمية الطاقة التي اعتبرها شريان الاقتصاد العالمي". و من المزمع تنظيم عدة لقاءات ثنائية بين وزراء الطاقة للدول الأعضاء وطاولات مستديرة. وتأتي طبعة 2016 لمنتدى الطاقة الدولي في سياق خاص يتميز خصوصا بعدم استقرار كبير في السوق النفطية تبعا لتراجع أسعار البترول. وستتوج أشغال الندوة بإعلان سيلخص النقاشات والحوارات التي تمت خلال هذا اللقاء. وعقب منتدى الطاقة الدولي سيفسح المجال لعقد الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدر للنفط أوبيب التي ستبحث التوصل إلى اتفاق لإعادة الاستقرار لسوق النفط الذي يعرف تراجعا كبيرا في السنتين الأخيرتين. من جانبه، أكد وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة أن بلاده لا تحبذ أن يفضي الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الاوبك هذا الأربعاء بالجزائر إلى قرار رسمي بشان إنتاج المنظمة. و أشار الوزير الإيراني إلى ان إيران تفضل ان يقتصر اجتماع الأربعاء على إجراء مشاورات بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بخصوص الإنتاج على ان يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص خلال اجتماع فيينا نهاية شهر نوفمبر المقبل. و أضاف الوزير الإيراني ان بلاده تسعى لإنتاج 4 مليون برميل يوميا على المدى القصير أي العودة إلى مستوى الإنتاج لما قبل العقوبات و بالتالي استرجاع حصتها من السوق العالمية و المقدرة ب13 بالمائة.