حصيلة الرئيس المدير العام لفرع سوترامين تحت مجهر التحقيقات أثار قرار عزل نائب المدير العام المكلف بالإستراتيجية والمالية على مستوى مجمع فرفوس، شرف الدين عمارة، مثلما تناولته ''البلاد'' أمس، موجة من الغضب في أوساط الإطارات المسيرة للفروع الخمسة التابعة للشركة الوطنية للحديد والفوسفات، إلى درجة أن النقابة اتهمته في أعقاب اجتماع ضم مساء أمس ممثلي العمال بالمركب المنجمي بئر العاتر في تبسة، شركة تسيير مساهمات الدولة في قطاع المناجم بزعزعة استقرار المجمّع. ذكرت مصادر مطلعة واكبت أطوار الجمعية العامة الاستثنائية للعمال أن الشريك الاجتماعي ندد ب''الحملة'' التي تشنها المديرية العامة للمجمع على الإداريين في إطار ''تصفية الحسابات'' بين العصب الإدارية منذ إقالة الرئيس المدير العام السابق لخضر مباركي الذي يواجه تهما من العيار الثقيل تتعلق بتبديد المال العام وإبرام صفقات مشبوهة. وإن كانت إقالة نائب المدير، أول أمس، لم تتضح أسبابها بعد حسب قرار إنهاء المهام الذي تم بتعليمة صادرة عن شركة تسيير مساهمات الدولة، إلا أن مصادر مطلعة من المديرية العامة تحدثت إليها ''البلاد'' أكدت أن خلفيات عزل شرف الدين عمارة لها علاقة بملفات وصفقات قام بتمريرها في عهد المدير السابق لخضر مباركي، ولمحت المصادر إلى أن ملف تلك الصفقات تم تسليمه إلى المصالح الأمنية لتحديد المسؤوليات. وقد أعلنت نقابة العمال التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين أمس ''تضامنها الواسع مع نائب المدير المقال''، واتهمت صراحة شركة تسيير مساهمات الدولة'' بالعمل على زعزعة الاستقرار مجمع فرفوس ووضع أكثر من 3 آلاف عامل أمام مصير غامض. وتساءل الشريك الاجتماعي عن مصير المشاريع الضخمة التي تعتزم الشركة الوطنية إطلاقها وعلى رأسها المركب الضخم لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية بمنطقة بوشقوف في ولاية فالمة عقب إقالة شرف الدين عمارة، المشرف المباشر على ورشات هذا المشروع. علما أن هذا المشروع رصد له غلاف مالي يتجاوز 3 ملايير أورو، وحجم المركب سيفوق 3 مرات مركب أسمدال بعنابة. وبفضل هذا الإنجاز، حسب البطاقة التقنية التي بحوزتنا، فإن الجزائر سيكون بإمكانها ابتداء من سنة 2010 أن تصدر أكثر من 2 مليون طن من الأسمدة نحو الأسواق الدولية. من جهتهم، ندد مسؤولو باقي الفروع بتسارع قرارات إنهاء المهام في هذا الظرف الذي يستعد فيه مركب فرفوس لاستئناف أنشطته الإنتاجية بعد التوقيع على خمسة عقود مؤخرا تقضي بتصدير أكثر من 100 ألف طن من الفوسفات إلى ثلاث دول أوروبية، وتوقع تزايد الطلب على هذه المادة في ظل الركود الذي شهدته الأسواق العالمية عقب تعرضها لهزات الأزمة العالمية الاقتصادية. وأكثر من ذلك يتوقع قطاع واسع من المسؤولين داخل المجتمع ''استمرار'' حملة ''الأيادي النظيفة'' خلال الأسابيع والأشهر القادمة، حيث يتواجد حاليا الرئيس المدير العام ل''سوترامين'' (وهو الفرع المختص في النقل البري للفوسفات)، في عين الإعصار بعد مباشرة فرق الأمن وخبراء في المحاسبة لعملية تحقيق واسعة في حصيلة تسييره، حيث يتوقع هو شخصيا إزاحته من منصبه في أية لحظة بعد تصاعد وتيرة الضغوط التي يمارسها عليه مسؤولون أعلى منه درجة. ولمعرفة موقف المديرية العامة لمجمع ''فرفوس'' من هذه التطورات، حصلت ''البلاد'' أمس على أرقام الإدارة غير أن رد الكاتبة كان في العديد من المرات يبرر بأن ''المسؤولين في اجتماع''. يذكر أن مجمع فرفوس بفروعه الخمسة سجل منذ شهرت نوفمبر الماضي شللا في الإنتاج وإحالة مئات العمال على عطلة إجبارية، حيث تشير إحصائيات الثلاثي الأول إلى أن الصادرات نحو الأسواق الدولية لم تتعد 130 ألف طن من الفوسفات، في حين أن المجمع كان يصدر في سنوات 2009، 2007 و2008 أكثر من 160 ألف طن شهريا.