القوائم ستكون بعيدة عن الأحزاب الإسلامية! تحضر عدد من القيادات والشخصيات الإسلامية للإعلان عن قائمة موحدة تشارك في الانتخابات التشريعية القادمة بعيدا عن الأحزاب السياسية، وهي الآن في طور الاجتماع للاتفاق على آليات الإعلان عنها، مستبعدة استنساخ تجربة تكتل الجزائر الخضراء. وكشف قيادي سابق في حركة النهضة أن مجموعة من الشخصيات و«الكفاءات" الإسلامية، إلى جانب شخصيات أكاديمية "كفأة ونزيهة" تسعى في الوقت الحالي للتحضير للإعلان عن دخول معترك الاستحقاقات القادمة بقوائم مشتركة، بحيث تعمم على سائر الولايات أو أغلبها، موضحا "قد يكون من بين أهم المخارج والمقترحات المطروحة لحد الآن"، مؤكدا أن هناك تقاربا كبيرا حول هذه المسألة بين مختلف الإطارات "الواعية والنزيهة" لحد الآن، مضيفا أن هناك من باشر التحرك في هذا الخصوص على مستوى بعض ولايات الوطن، وأن النواة الأولى لهذا المشروع لديها "دراسة مستفيضة في كيفية تجسيده على أرض الواقع"، بعيدا عما أسماه "لغة البكاء على الأطلال أو إلقاء اللوم على الطرف الآخر". وحسب ردود الفعل الأولية من طرف بعض الشخصيات على مستوى الولايات، أوضح المصدر أن "الفكرة وجدت تجاوبا كبيرا"، رغم الواقع "المتردي والمشاكل" التي يعرفها التيار الإسلامي في الجزائر، غير أن القائمين على المشروع يعتقدون أن "الواقع يفرض البحث في هذا الاتجاه"، مضيفا أنه لم يتم الفصل حاليا في آلية إخراج هذا المشروع إلى الوجود، ولكنه جار حاليا عن الصيغة النهائية. ويعيش التيار الإسلامي على وقع نقاش حاد بشأن الانتخابات البرلمانية المقررة شهر أفريل من السنة القادمة، بين من يرى ضرورة المشاركة على ضوء النتائج التي حققها ويحققها إسلاميو الجوار، وبين من يرى عدم جدوى المشاركة في ظل التشكيك في نزاهة الانتخابات. كل هذه المؤشرات توحي بصعوبة توحد أصحاب هذا التيار في أي موعد انتخابي، خاصة على مستوى الأحزاب. ويستند دعاة هذا الطرح إلى عدة معطيات أهمها المعطى التاريخي، والعودة إلى الماضي يتضح أن التيار وحتى قبل التعددية الحزبية لم يعرف انسجاما أو تحالفا بين ممثليه، بل على العكس تماما فإن الخلافات بين فصائل التيار الإسلامي تصل في أحايين كثيرة إلى درجة الخصومة، والشواهد على ذلك كثيرة، وهو الموقف نفسه الذي تكرر في كل المواعيد الانتخابية. بسبب هذه المعطيات، فضل أصحاب هذا المشروع النأي بأنفسهم عن الأحزاب والتوجه إلى "الشخصيات والكفاءات"، خاصة وأنه سبق لها أن اجتمعت قيادات إسلامية السنة الماضية في محاولة منها للم شملها، غير أنه لم يظهر أي أثر لهذه المبادرة، التي قادها الشيخ عبد الله جاب الله، فيما يرجح أن يكون القائمون على هذا المشروع هم نفس الشخصيات التي اجتمعت السنة الماضية. غير أنه من الناحية التاريخية، عرفت الساحة السياسية منذ ثمانينيات القرن الماضي، عددا من المحاولات للمّ شمل أبناء التيار الإسلامي، باءت أغلبها بالفشل، فيما كانت آخرها المبادرة التي أطلقتها ثلاثة أحزاب ممثلة في حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني وحركة مجتمع السلم، بمناسبة الانتخابات البرلمانية سنة 2012، أثمرت تشكيل تحالف سُمي "تكتل الجزائر الخضراء"، غير أن بعض الأحزاب الإسلامية رفضت الانخراط في هذا المسعى.