أجاب، عز الدين جرافة، السبت، منسق مبادرة التكتل الإسلامي، واثنان من رفاقه في منتدى "الشروق"، عن الكثير من التساؤلات، وفي مقدمتها، تلك التي أثيرت حول مصير المبادرة، بعد التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن اقتسام كل من حركة مجتمع السلم وحركة والنهضة وحركة الإصلاح، رؤوس القوائم الانتخابية في ولايات الوطن ال 48 . واستغل جرافة المناسبة ليذكر الأحزاب الثلاثة بمسؤوليتها الأخلاقية في عدم تجاوز المبادرة، باعتبارها صاحبة المشروع، كما عرض إلى مستجدات المفاوضات مع جبهة العدالة والتنمية وجبهة التغيير، ودعاهم إلى الالتحاق بالتكتل قبل فوات الأوان، كما تحدث عن حظوظ الإسلاميين في التشريعيات المقبلة، ومسؤوليتهم التاريخية في المجلس الشعبي الوطني المقبل.
جرافة يرفض "تأميم" حمس والنهضة والإصلاح للترشيحات قوائم "التكتل" ستضم شخصيات إسلامية ووطنية غير متحزبة رفض عز الدين جرافة، منسق مبادرة التحالف الإسلامي، اقتصار قوائم المترشحين التي ستتقدم باسم "التكتل الإسلامي" في الانتخابات التشريعية المقبلة، على شخصيات حزبية تنتمي لكل من "حمس" و"النهضة" و"الإصلاح"، وحذر الأحزاب الثلاثة من الإقدام على تجاوز المبادرة. وكانت تسريبات إعلامية قد أشارت لاقتسام الأحزاب الثلاثة، رؤوس القوائم الانتخابية في 48 ولاية، وهو ما اعتبرته مبادرة التكتل الإسلامي "محاولة من بعض الأطراف، للتشويش على المشروع ووضع للعراقيل في طريقه، وتقزيم للمبادرة التي تشكل سابقة فريدة في تاريخ العمل الإسلامي في العالمين العربي والإسلامي". وقال جرافة الذي حل، أمس، ضيفا على منتدى الشروق: "إذا تجاوزت الأحزاب الثلاثة المبادرة، ستواجه رفضا شعبيا، لأن الأحزاب هي التي جاءت للتكتل وليس العكس"، وأضاف: "الوعاء الانتخابي لحمس والنهضة والإصلاح، لا يتعدى من بين 2 و3 بالمئة من حجم الهيئة الناخبة، وهي بذلك بحاجة للتكتل، وليس التكتل هو الذي بحاجة إليها". وقلل المتحدث من فرص نجاح "المحاولات الرامية لضرب المبادرة، كونها تبقى معزولة من جهات لا ثقل لها على الأرض"، مؤكدا: "نحن في التكتل لم نسمع يوما كلاما يفيد بتنصل الأحزاب الثلاثة من المبادرة، بل إن ما سمعناه من قادتهم كان تأكيدا على إنجاح المبادرة، وهي القناعة الراسخة التي نتقاسمها معهم"، مقدرا في الوقت ذاته الجهد الذي بذلته هذه التشكيلات الثلاث في ما حققته المبادرة من نجاحات على الأرض. وفي سياق متصل، كشف ضيف المنتدى عن تشكيل لجنة مهمتها إعداد قوائم المترشحين للانتخابات التشريعية المرتقبة في العاشر ماي المقبل، بالتوافق بين قادة المبادرة والأحزاب الثلاثة، التي وافقت على التحالف، وهي المتمثلة في حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح. وأوضح جرافة أن اللجنة المذكورة تتكون من عضوين يمثلون المبادرة، وعضوين لكل من الأحزاب الثلاثة، وحذر المتحدث، جبهة التغيير، التي يقودها عبد المجيد مناصرة، وجبهة العدالة والتنمية برئاسة عبد الله جاب الله، من أن يفوتهما قطار التحالف، إذا لم تفوضا ممثلين عنهما لعضوية اللجنة قبل أمس السبت، واعتبر المتخلفين عن المبادرة كمن فاتهم الدرس، على حد تعبيره. وأكد ضيف المنتدى أن القوائم التي سيقدمها ما يعرف ب""التكتل الإسلامي" في الانتخابات التشريعية المقبلة، سوف لن تضم فقط شخصيات من الأحزاب الثلاثة، بل ستضم أيضا شخصيات مستقلة غير متحزبة، من المجتمع المدني الواسع، معروفة في الساحة بمرجعيتها الإسلامية والوطنية المحافظة، حتى تعطي مصداقية أكثر للقوائم"، مشددا على أن هذا الشرط من بين النقاط التي لا يمكن التنازل عنها. وتابع النائب السابق: "ما يصبو إليه التكتل هو أن تكون القوائم معبرة وخادمة للهدف الذي ينتظر الكتلة البرلمانية لهذا التكتل في المجلس الشعبي الوطني القادم، بالنظر للتحديات التي تنتظره، وفي مقدمتها تعديل الدستور"، مشددا على أنه "إما أن تكون القوائم وفق الشروط المتفق عليها، وعندها سنحملهم المسؤولية إذا لم يقدموا الأشخاص الأكفاء".
شخصيات إسلامية بارزة تبارك "التكتل الإسلامي" قال عز الدين جرافة، إن مبادرة "التكتل الإسلامي" لقيت مباركة من مرجعيات إسلامية وشخصيات دعوية بارزة في العالم العربي والإسلامي. وتوجد في مقدمة المباركين شخصيات منضوية تحت لواء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه العلامة يوسف القرضاوي، واعتبرته مشروعا استراتيجيا، كما قدموا نصائح لنجاح المبادرة. وأكد منسق المبادرة أن الداعية الكويتي، طارق السويدان، كان من بين المباركين، مشيرا إلى أن السويدان استحدث صفحة على شبكة التواصل الإجتماعي، "فايس بوك"، قدم من خلالها دعمه للمبادرة، وأسدى نصائح من أجل إنجاحها. كما يوجد من بين المباركين مكتب الإرشاد التابع للإخوان المسلمين في مصر، والشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، التي فازت مؤخرا في أول انتخابات تشريعية مستقلة في تونس، بعد سقوط نظام الديكتاتور، زين العابدين بن علي.
ليس من مصلحة الإسلاميين الاستئثار بالحكم لوحدهم أكد جرافة أن الجزائر سوف لن تتخلف عن ركب القطار الإسلامي في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، وقال: "سيكون ربيع الجزائر نوفمبريا خالصا، لا فرنسيا ولا قطريا"، وهون من حملة التخويف التي تستهدف التيار الإسلامي. وأوضح منسق مبادرة التكتل الإسلامي: "نرفض حملة التخويف من التيار الإسلامي.. وأعتقد أن هذا التيار الذي تعرض أكثر من غيره للمحن والاضطهاد والتهميش، يدرك جسامة ما عاناه، وبالتالي فسيكون أحرص من غيره على حماية حريات الآخرين، في حال فوزه". وذكر ضيف المنتدى أن الإسلاميين في الجزائر واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وقال: "لن يحكم الإسلاميون البلاد لوحدهم، وهم حريصون على إشراك الآخرين، حتى وإن كانوا علمانيين، وعيا منهم بضرورة تقاسم الأعباء والمسؤوليات".
منسق التكتل الإسلامي يؤكد أنه كان غير جاد منذ البداية مناصرة اشترط انسحاب وزراء حمس من الحكومة لدخول المبادرة قال المنسق العام لمبادرة التكتل الإسلامي، عزالدين جرافة، أن جبهة التغيير ورئيسها عبد المجيد مناصرة، وضعت شرطا مسبقا للانضمام لمبادرة التكتل الإسلامي، وهو انسحاب وزراء حمس من الحكومة، وهو ما رفضته المبادرة، مؤكدا أن المبادرة لم تقص مناصرة إطلاقا، كونه أول طرف اتصل به أصحابها قبل المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير، مشيرا إلى أن علاقة المبادرة بجبهة التغيير قد انتهت مرحليا على الأقل. وأوضح جرافة، أن أصحاب المبادرة اتصلوا بعبد المجيد مناصرة في ثلاث لقاءات رسمية، الأولى كانت عبر زيارة رسمية ضمت وفدا من 5 أعضاء عن المبادرة، وهذا قبل مؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير، مشيرا إلى أن مناصرة رحب بالمبادرة، وتلقاها بانشراح كبير، وقال للوفد الذي زاره "أنتم مخولون للحديث باسمنا في الداخل والخارج"، وأضاف جرافة أن مناصرة لمح إلى أن له شرطا مسبقا لدخول المبادرة، وظل يردده باستمرار رغم أنه لم يقل ذلك علنا، إلا انه بدا جليا اشتراطه لخروج حمس وانسحابها من الحكومة، كشرط للانضمام إلى المبادرة. ويشرح جرافة كيف أن عبد المجيد مناصرة طلب مهلة إضافية ب 20 يوما، نظرا لانشغاله بالتحضير للمؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير، وتزامن اللقاء الثاني مع أصحاب المبادرة مع أول الاجتماع التأسيسي لمجلس شورى جبهة التغيير، وهو ما جعل مناصرة يعتذر، حيث قال جرافة إن المبادرة تفهمت عذر مناصرة، إلا أنه يبقى عذرا غير مقبول، وأضاف جرافة بالقول "///////التقينا، الأربعاء الماضي، بمناصرة، وحتى في هذا اللقاء لم يقل مناصرة صراحة إنه لن ينضم إلى المبادرة"، وأضاف أن أقصى أجل ممكن أن ينتظره أصحاب المبادرة لانضمام عبد المجيد مناصرة، هو يوم غد "نهار اليوم". ورفض جرافة تصريحات مناصرة التي قال فيها "إننا لا نتحالف من أجل مقاعد، بل من أجل برنامج"، معتبرا ما قاله مناصرة مردودا عليه، وقال: "التكتل الإسلامي بني على أساس أرضية سياسية حددت أهدافها ومبادئها"، مضيفا "لم يحدث في التاريخ السياسي المعاصر، سواء عند الغرب أو عند غيرهم، أن تم الاتفاق على تحالف مماثل"، مشيرا إلى أنه تحالف نوعي، يتميز بأنه قبلي أي عقد قبل الانتخابات، بتسمية واحدة وقوائم موحدة وخطاب واحد وكتلة برلمانية واحدة بعد الانتخابات.
ندوة صحفية هذا الأسبوع للإعلان الرسمي عن المبادرة كشف منسق مبادرة التكتل الإسلامي، عز الدين جرافة، أن الإعلان الرسمي عن مبادرة التكتل ستكون بحر هذا الأسبوع، على أقصى تقدير، والتوقيع الرسمي على الأرضية المشتركة لمبادرة التكتل الإسلامي، والإعلان عن الخطوات المقبلة للتكتل، حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته، وذلك من خلال ندوة صحفية رسمية، ستحضرها وسائل إعلام وطنية وأجنبية، بحضور أحزاب التكتل الثلاثة وشخصيات وطنية.
الباب لا يزال مفتوحا أمام جاب الله ومحمد السعيد وبخصوص جبهة العدالة والتنمية لعبد الله جاب الله، قال عز الدين جرافة، إن وفدا سيلتقي مساء اليوم (مساء أمس) بجاب الله للمرة الأخيرة، قصد الانضمام للمبادرة. ودعا شرافة عبد الله جاب الله وجبهة العدالة والتنمية إلى إعادة قراءته للواقع الراهن، وقال نتمنى أن تكون قراءتهم للواقع والتحولات الراهنة صحيحة، وأن يضعوا أيديهم مع أيدي إخوانهم، وليس في أيدي إخوانهم، ودون شروط مسبقة، لأننا نرفض الشروط المسبقة. وبخصوص حزب الحرية والعدالة بقيادة محمد السعيد، قال جرافة إن المبادرة تنتظر ردا من هذا الأخير على المبادرة اليوم (أمس)، وهذا قصد إدراج عضوين عن الحزب في لجنة التكتل الإسلامي، التي ستوكل لها مهمة دراسة القوائم الموحدة، والمصادقة عليها.
الإسلاميون هم القوة السياسية الأولى وتجاهلهم ستكون له نتائج عكسية اعتبر جرافة أن التيار الإسلامي يبقى القوة السياسية الأولى في الجزائر، مشيرا إلى أن التجارب أكدت أنه لا يمكن تجاوز هذا التيار، محذرا من أن أي تفكير في إقصائه أو تجاوزه ستكون له أثار عكسية وخيمة على البلد. وأوضح المتحدث أن التكتل الإسلامي يسعى للعمل في إطار مسؤول دون تهور، بعيدا عن لغة التهميش والإقصاء وفلسفة الإرهاب والعنف والتزوير، وندد بتصريحات مسؤولين في الدولة، أعطوا من خلالها نسب التشكيلات السياسية في التشريعيات المقبلة، والتي نصبوا فيها أنفسهم ناطقين باسم الشعب الجزائري، في إشارة لتصريحات بلخادم حول حصة الإسلاميين، لكن دون ذكره بالاسم، معتبرا ذلك سلوكا غير حضاري وغير سياسي، ولا يخدم التحولات والتطورات الحاصلة، كما حذر الرسميين من التلاعب بهذه القضايا الحساسة.
السلفيون وقواعد "الفيس" باركوا التكتل الإسلامي وقال جرافة إن التكتل عقد جلسات مع شخصيات جزائرية وعلماء محسوبين عن التيار السلفي، والذين باركوا كلهم مبادرة التكتل الإسلامي. ورفض جرافة الكشف عن الشخصيات السلفية الجزائرية، التي التقت بها المبادرة وباركتها، وقال "لقد كانت لنا لقاءات رسمية مع عديد الشخصيات، وكما تعلمون فللمجالس أمانة" مؤكدا أن كل الشخصيات السلفية التي التقى بها أصحاب المبادرة باركت التكتل الاسلامي. وأضاف جرافة أن المبادرة اتصلت بكل الشخصيات التي تعرفها من الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، والتي فاق عددها 100 شخصية، مشيرا إلى أن كل من تم الاتصال بهم تفهموا المبادرة، وأبلغونا أن المشروع مشروع أمة يحظى بالتقدير والاحترام، موضحا أن ما لمسه من شخصيات الفيس ومن الواقع عبر الولايات، يؤكد أن مختلف الحساسيات السياسية زكت المبادرة، بما فيها قواعد الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة.