تمكن حراس السواحل بولاية عنابة، صباح أمس، من إنقاذ 43 حرافا كانوا على متن قاربين من صنع تقليدي من الهلاك غرقا على بعد 10 أميال بحرية شمالي شرق رأس الحمراء، حيث أوقفت الفوج الأول المشكل من 23 شخصا بعد مقاومة شرسة، فيما أجهضت المصالح نفسها محاولة انتحار جماعي ل 20 مترشحا للهجرة بعدما أقدموا على حرق قاربهم بالبنزين في عرض البحر. ولاتزال عملية البحث جارية عن شابين اعتبرا الى حد تحرير هذه الأسطر في عداد المفقودين. جاء تدخل قوات المجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة على متن باخرة ووحدتين عائمتين بعد تلقيهم معلومات مفادها أن بعض الشباب من قاطني عاصمة الولاية وآخرين ينحدرون من ولايات سكيكدة والطارف وفالمة وتتراوح أعمارهم بين 16 و37 سنة، هم بصدد التحضير للإبحار نحو جزيرة سردينيا الإيطالية ليلة الأحد إلى الاثنين. ولم تحدد تلك المعلومات عددهم ولا عدد الزوارق التي كانوا سيستعملونها في مغامرتهم البحرية. عمليات التحري والمراقبة مكنت عناصر حراس السواحل، حسب مصادر موثوقة، من العثور على القاربين اللذين أقلعا من شاطئ بوخميرة ببلدية البوني القريب من شاطئ سيدي سالم وعلى متنهما 45 مترشحا للهجرة، على بعد 10 أميال بحرية شمال شرق رأس الحمراء. وفور وصول القوات البحرية إلى موقع الفوجين شرع الحرافة في التخطيط للفرار من قبضة حرس السواحل برفضهم الخضوع لأوامر أعوان البحرية وأبدوا مقاومة شرسة انتهت في المرحلة الأولى بتوقيف 23 شابا كانوا جميعهم على متن قارب خشبي طوله 7 أمتار، فيما أقدم الفوج الثاني المشكل من 25 عنصرا بينهم قصر على إضرام النار في زورقهم باستعمال براميل البنزين المخزنة لتأمين تشغيل المحرك خلال الرحلة، وقاموا برمي أنفسهم في عرض البحر احتجاجا على اعتراض سبيلهم من طرف القوات البحرية. وسارع حراس السواحل لإلى شن عمليات الإنقاذ فقاموا بانتشال 9 حرافة كانوا على وشك الموت غرقا. ثم تواصلت عمليات البحث في عرض البحر لتكلل بالعثور على 6 آخرين فوق سطح الماء. عملية البحث من طرف حراس الشواطئ دامت إلى غاية الساعة الثانية من صباح يوم أمس الاثنين، انتهت بإنقاذ 5 حرافة آخرين كانوا منهوكي القوى على وشك الهلاك غرقا. وبينت المعلومات التي جمعتها فرق الإنقاذ، حسب مصادرنا، وجود شابين آخرين في عداد المفقودين تواصل البحث عنهما إلى غاية مساء أمس. وقد حولت مصالح حرس الشواطئ، في حدود الساعة الثالثة صباحا، الموقوفين إلى مقر المجموعة الإقليمية لحرس السواحل حيث خضعوا لفحص جماعي للهوية وعرضهم على طبيب مصلحة الحماية المدنية، ريثما يتم الانتهاء من إجراءات التحقيق وتحرير محاضر مخالفات جزائية من طرف الشرطة البحرية بتهم محاولة مغادرة التراب الوطني دون ترخيص وإحالتهم على نيابة الجمهورية لدى محكمة عنابة للفصل في ملفاتهم. وقد عرف مدخل ميناء عنابة حركة غير عادية نهار أمس توافد العشرات من أفراد عائلات الحرافة للاستفسار عن مصير أبنائهم الذين نجوا من الموت في هذه المغامرة. من جهة أخرى، كشف بيان أصدرته وزارة الداخلية الاسبانية يوم أمس أن 18 جزائريا كانوا على متن قاربين من صنع تقليدي تم توقيفهم في ساعة مبكرة من صبيحة أمس الاثنين قرب سواحل مقاطعة مورسيا بجنوب شرق اسبانيا. وذكر البيان الذي وزعته وكالة الأنباء الاسبانية، أن عملية توقيف الفوج الأول الذي يضم 10 أشخاص تم بفضل النظام المدمج للمراقبة الخارجية الذي تستخدمه قوات خفر السواح وذلك على بعد 24 ميلا بحريا جنوب منارة فكابو دو بالوسف بساحل مورسيا فيما اعترضت دورية فهوبيف8- الفوج الثاني المشكل من 8 شبان على بعد 10 أميال بحرية شرق نفس الموقع. وأشار نفس المصدر أن فرق الإنقاذ البحري تدخلت لإجلاء الحرافة الجزائريين دون تحديد أعمارهم، مشيرة إلى أن الشرطة الإسبانية ستقوم لاحقا بترحيلهم إلى الجزائر بالتنسيق مع سفارة الجزائر في مدريد. وتعد اسبانيا إحدى البوابات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا سواء من المغرب العربي أو إفريقيا الصحراوية. وكانت الأزمة الاقتصادية التي ضربت اسبانيا سنة ,2008 قد دفعت سلطاتها إلى تشديد الإجراءات للحد من تدفق المهاجرين، ما أدى إلى تراجع وصول المهاجرين غير الشرعيين بنسبة 25 بالمائة سنة 2008 وبنسبة 45 بالمائة سنة ,2009 حسب المعطيات التي قدمتها وزارة الداخلية الإسبانية.