أكد الوزير الاول، عبد المالك سلال،هذا الخميس أنه يتعين على الجزائروالنيجر "مضاعفة يقظتهما وتجندهما" من أجل التصدي لكل التحديات التي تواجه استقرار بلدان المنطقة. وقال سلال في كلمة له خلال جلسة العمل الموسعة التي جمعته بنظيره النيجيري، بريجي رافيني، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر،أنه "يجب علينا مضاعفة يقظتنا وتجندنا أكثر من أي وقت مضى، على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الجهوي، من أجل التصدي لكل هذه التحديات التي تزعزع استقرار بلدان منطقتنا وتشكل تهديدا جديا لأمن بلداننا ومنطقتنا". وفي ذات السياق،أوضح الوزير الاول أن "الحوار السياسي بين مسؤولي البلدين قد بلغ كثافة تسمح بتنسيق المواقف حول بعض القضايا الدولية، لا سيما التهديدات التي تخيم بشدة على منطقتنا". وتابع في هذا الصدد أن هذا اللقاء "يرمي الى تعزيز نوعية هذه العلاقات أكثر فأكثر والعمل على تكثيفها وتطويرها في المجالات التي يجب أن يكون فيها التعاون بين بلدينا موضوع المزيد من الديناميكية والمبادرات". كما يعكس اللقاء -- يضيف سلال-- "الإرادة السياسية لبلدينا بهدف توطيد العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي". وفي هذا الاطار،أكد الوزير الأول على "تضامن الجزائر الدائم مع النيجر وعلى استعدادنا لمواصلة تعزيز التعاون والروابط التي تجمع بلدينا، كما يدل على ذلك بوضوح في الواقع أن الجزائر تعد أول شريك للنيجر في مجال التكوين, حيث بلغت المنح الدراسية 400 منحة للتكوين الجامعي بعنوان السنة الجامعية 2016-2017". وفي اطار تعزيز هذا التعاون، أبرز سلال "الاهمية الاستراتجية التي يكتسيها الطريق العابر للصحراء وما يوفره من آفاق ليس فحسب بالنسبة للبلدين، بل أيضا بالنسبة لمنطقة الساحل الصحراوي والقارة الإفريقية برمتها". وذكر في هذا المجال بأن "جزءا من هذا المشروع يجري إنجازه من قبل مجمع جزائري-نيجري،الأمر الذي يرمز تماما إلى الشراكة التي يمكن أن يطورها بلدانا معا في عديد المجالات الأخرى". وفي ذات السياق، اعتبر سلال أن زيارة نظيره النيجيري الى الجزائر "تشكل, على صعيد التعاون الاقتصادي،فرصة مواتية لترقية المبادلات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا"، مؤكدا على أهمية إقامة "شراكات امتيازية وذات منفعة متبادلة، لاسيما تجاه بلداننا الشقيقة والمجاورة، ومنها النيجر بطبيعة الحال". وعلاوة على ذلك، فإن مشروع ميناء جاف واقترانه بالطريق العابر للصحراء يعد هو الآخر --يضيف سلال-- "مشروعا استراتيجيا وذا مردودية من حيث الكلفة والآجال مقارنة مع ما هو متوفر حاليا". كما أكد بأنه "من الواجب أن تكون هذه الأفق الجديدة للتعاون والشراكة التي توجد حقا بين البلدان الإفريقية، موضوع دراسة أعمق بمناسبة المنتدى الإفريقي الذي سينظم بالجزائر من 3 إلى 5 ديسمبر القادم حول الاستثمارات والأعمال، والمفتوح أمام المؤسسات ورجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الأفارقة، ومنهم بطبيعة الحال أشقاونا النيجريين". وأكد في هذا السياق على ضرورة "وضع تصور من شأنه أن يغذي خارطة طريق تحدد محاور أعمال التعاون والشراكة بين بلدينا". من جهة أخرى، أعرب سلال عن "ارتياحه لنوعية العلاقات بين البلدين الشقيقين تحت القيادة المستنيرة للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ومحمادو إيسوفو"،خاصة وأن نوعية هذه العلاقات --مثلما قال-- "تنعكس بشكل منتظم من خلال تبادل مستمر وملحوظ للزيارات من الجانبين".