شيّع اليوم الاثنين، بعد صلاة الظهر، جثمان الصحفي "محمد تامالت" (42 سنة) الى مثواه الأخير بمقبرة بوروبة بالعاصمة. وحضر مراسيم الجنازة جمع غفير من المواطنين وكذلك العديد من الصحفيين و الإعلاميين. وكان محمد تامالت، توفي صبيحة أمس بمستشفى مايو بباب الوادي بالعاصمة بعد مرور أسابيع منذ دخوله العناية المركزة عقب إضرابه عن الطعام، على خلفية توقيفه ومتابعته بتهمتي اهانة هيئات نظامية والإساءة لرئيس الجمهورية. وكانت عائلة "تاملت" قد تسلمت جثمانه مساء الأحد، بعد اجراء عملية التشريح التي أمر بها وكيل الجمهورية. وطالبت عائلة "تاملت" السلطات بضرورة تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في ظروف وأسباب وفاة ابنها بعد دخوله السجن اثر توقيفه بتاريخ 28 جوان 2016. هذا وكانت وزارة العدل قد أعلنت الأحد 12 ديسمبر 2016 عن وفاة الصحافي محمد تامالت، بالمستشفى الجامعي لمين دباغين. وأوضحت الوزارة في بيان لها "بأن المدعو تمالت محمد المحكوم عليه بعقوبة عامين حبس نافذة والمسجون بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالقليعة بمجلس قضاء تيبازة، قد توفي صبيحة اليوم 11-12-2016 بالمستشفى الجامعي لمين دباغين بباب الواديالجزائر العاصمة (مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية)، المتواجد به منذ 21 أوت 2016". كما جاء في البيان بأن"المعني، عند إيداعه الحبس بتاريخ 28-06-2016 بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، دخل في إضراب عن الطعام ومنذ هذا التاريخ وضع تحت المتابعة الطبية، حيث يتم فحصه يوميا من طرف طبيب المؤسسة الذي يقوم بقياس الضغط الدموي ونسبة السكري في الدم وقياس حالة الجفاف وحالة الوعي.". و"بغرض إقناعه بالعدول عن الإضراب"، يضيف البيان، فقد "زاره السيد قاضي تطبيق العقوبات ومدير المؤسسة، بالإضافة إلى التدخلات العديدة للأطباء والنفسانيين لإقناعه بالعدول عن الإضراب، غير أنه أصر على المواصلة رغم كل المجهودات". و"بتاريخ 01-08-2016، تم تسجيل انخفاض نسبة السكري بالدم، فوصفت له على إثرها الأدوية وأجريت له عملية التطعيم بموصل لمادة السكري، حيث تحسنت حالته الصحية لتستقر بعد ذلك"، حسب المصدر نفسه، الذي ذكر أنه "بتاريخ 20-08-2016، ظهرت عليه علامات نقص في التركيز فاستخرج على وجه السرعة إلى مستشفى القليعة، حيث استفاد من تحاليل بيولوجية وكشوفات سكانير، والّذي لم يظهر من خلاله أية اختلالات، ليتم بعد ذلك نقله إلى المستشفى الجامعي لمين دباغين باب الوادي (الجزائر)، أين تم استشفاؤه بمصلحة الإنعاش، حيث خضع إلى عدة فحوصات وتحاليل وأشعة (IRM)، التي أظهرت أن المعني مصاب بجلطة دماغية جراء ارتفاع حاد للضغط الدموي، وهو ماتطلب إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة على مستوى الرأس من طرف المختص في جراحة الأعصاب". وعقب هذه العملية، يضيف البيان، "وضع المعني تحت جهاز التنفس الاصطناعي وبدأت حالته الصحية في تحسن مستمر واستعاد وعيه وأصبح يتواصل مع الطاقم الطبي وشرع في تناول الأطعمة بصورة عادية، غير أنه منذ عشرة أيام اكتشف الطاقم الطبي المعالج التهابات على مستوى الرئتين ووضع تحت العلاج المناسب، ليتم يوم 04-12-2016 تصفية الرئتين من التقيحات والتي أخذت عينة منها إلى معهد باستور لإجراء تحاليل معمقة". وحسب المصدر ذاته، فقد شهدت "صبيحة يوم الأحد 11-12-2016 تدهورًا في حالته، ليتوفى بسبب ذلك". كما "تمكنت عائلته من الاطلاع على أوضاعه الصحية والعناية الطبية الّتي خص بها وذلك خلال 6 زيارات لأخيه وزيارة لأمه وزيارتين لممثلي السفارة البريطاية بالجزائر وأخرى للأستاذ بشير مشري بصفته محاميه"، حسب وزارة العدل.