عرف المجلس الشعبي الوطني، خلال السنة الجارية، العديد من الصراعات أحيانا بين نفس القوى السياسية مثل ما حدث بين طليبة وولد خليفة من جهة، وبين جميعي ورئيس المجلس من جهة أخرى. كما أن النائب الطاهر ميسوم المعروف ب«سبيسيفيك" سجل حضورا "كوميديا" لكنه في قضايا جادة، خلال هذه السنة من خلال خرجاته التي حولت المجلس إلى قاعة عرض بالنسبة للكثيرين. طليبة وحلم الرجل الثالث في الدولة تشنج كبير عرفته العلاقة بين النائب بهاء الدين طليبة، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي لد خليفة، وذك منذ حوالي 6 أشهر خلت، بسبب التصرفات التي كان يقوم بها المنتخب عن ولاية عنابة والممثل لأحد الأحزاب الصغيرة والمجهولة وسط المواطنين "الجبهة الوطنية الديمقراطية"، عندما حاول هذا الأخير السطو على صلاحيات ولد خليفة، وذلك بعد أن تسبب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، بهاء الدين طليبة، في إقالة بشير سليماني الذي كان يشغل منصب الأمين العام للمجلس الشعبي الوطني. مع العلم أن الرجل الثالث في الدولة كان قد نصب الهاشمي عدالة كأمين عام للغرفة التشريعية، ثم عاد وتراجع عن القرار في خطوة فهمت آنذاك على أنها رضوخ لضغوط من أطراف عدة من بينها نائبه طليبة. وأرجع البعض سبب عزل ولد خليفة لبشير سليماني الذي بقي عاما واحدا في منصبه، إلى تحول الأخير لمنفذ قرارات لدى نائب ولاية عنابة بهاء الدين طليبة والذي أصبح منذ توليه منصب نائب رئيس البرلمان كمكلف بالإدارة والمالية صاحب اليد الطولى في التعيينات وإنهاء المهام، بالإضافة إلى الأخذ برأيه في كل صغيرة وكبيرة تخص المجلس، وهو ما اعتبره البعض رغبة من النائب عن "الجبهة الوطنية الديمقراطية" في تولي منصب الرجل الثالث في الدولة. لم يتوقف أمر طليبة عند هذا الحد، بل تسبب مؤخرا في غضب جل نواب حزب جبهة التحرير الوطني، عندما قاد حملة في المجلس الشعبي الوطني لإسقاط منحة نهاية العهدة بالنسبة للنواب، وهو الأمر الذي رفضه أغلب نواب الحزب العتيد، بل ذهب البعض منهم لمقاطعة الجلسات التي يرأسها وحتى حينما يلقي الكلمة كان العديد من النواب سواء الأغلبية أو المعارضة يغادرون القاعة. فيما يرفض بعض الأفلانيين انتماءه للحزب العتيد باعتباره منتخبا عن حزب "الجبهة الوطنية الديمقراطية"، متسائلين عن كيفية وصوله لمنصب نائب رئيس المجلس، وكيف يتم تقديمه على أنه نائب عن الأفلان. رحلة الصين تُشعل الحرب بين جميعي وولد خليفة يبدوا أن الأيام الأخيرة من عمل المجلس الشعبي الوطني لم تمر بردا وسلاما على حزب جبهة التحرير الوطني، حيث بلغ الصراع أوجه، وأظهره للعيان رئيس المجموعة البرلمانية محمد جميعي، حينما استشاط غضبا في وجه رئيس المجلس، الذي رفض تنقل رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الصينية معه في إحدى السفريات إلى بكين، والسبب في رفض ولد خليفة هو أن رئيس اللجنة كان في وقت سابق داعما لبن فليس، حيث وصل الصراع بين الأفلانيين لحد السب والشتم، حيث تفوه رئيس المجلس بكلمة "خماج" في حق أحد النواب. طاهر ميسوم من "النيميريك" إلى "سبيسيفيك" وآخرها الكفن والبخور كان النائب طاهر ميسوم المعروف ب«سبيسيفيك" والمنتخب عن حزب "التجمع الجزائري"، أحد أبرز الوجوه البرلمانية المثيرة للجدل، خاصة بعد مقولته الشهيرة وهو يخاطب وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة أثناء مناقشة قانون المالية لسنة 2016، حيث استهل حديثة بالقول "الوزير كان نيميريك وأصبح سبيسيفيك". وكلما تناول الكلمة النائب طاهر ميسوم، إلا واشرأبت الأعناق إليه، في انتظار ما سيقوله النائب المثير للجدل، ولم يتوقف هذا النائب عند مقوله "سبيسيفيك"، بل زاده شهرة "القط مش مش وبش بش" الذي يستعمل "اللانجات" في مسح "الموسطاش" حينما لجأ لاستعمال هذه الكلمات وهو ينتقد عمل وزارة التجارة في السماح باستيراد كل شي. وكانت آخر خرجة للنائب ميسوم إحضاره الكفن والبخور لقاعة الجلسات وخاطب المسؤولين قائلا "في الأخير هذا واش تدو معاكم... كفن وبخور وليست عطور باريس".