أكدت المملكة المتحدة نهاية الأسبوع على "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، والتزامها بجهود الأمين العام الأممي للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الصحراوية، بما يتوافق مع مبادئ وأهداف الأممالمتحدة"، حسب ما نقلته مصادر صحراوية يوم أمس عن ممثليى جبهة البوليساريو في لندن التي تلقت مراسلة رسمية من وزارة الخارجية البريطانية، بعث بها رئيس قسم الاتحاد المغاربي في الوزارة، الذي أكد أن بريطانيا "ملتزمة بجهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، يفضي إلى حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، من خلال ترتيبات تتوافق مع مبادئ وأهداف الأممالمتحدة". وحسب المصادر فإن الحكومة البريطانية "تؤكد متابعتها لأطوار محاكمة مجموعة اكديم إزيك وأنها بعثت ممثلا من السفارة البريطانية في الرباط لجلسة محاكمتهم يوم 26 ديسمبر الماضي والتي تم تأجيلها، وأن مراقبين دوليين ومنظمات حقوق الإنسان حضرت الجلسة إلى جانب محامين من بلجيكا، فرنسا وإسبانيا"، وأن الحكومة البريطانية: "ستتابع باهتمام الجلسة المقبلة بالتنسيق مع بعثة الاتحاد الأوروبي في الرباط". وجاءت هذه المراسلة ردا على طلب وجهته ممثلية جبهة البوليساريو للحكومة البريطانية من أجل: "التدخل العاجل لإلغاء الأحكام الصادرة في حق مجموعة أكديم إزيك، وإطلاق سراحهم وكافة المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية". وكما يأتي الموقف البريطاني عشية الموقف الأمريكي المعلن عنه في واشنطن الذي اعتبرت فيه الإدارة الأمريكية الصحراء الغربية بلدا يخضع للاحتلال المغربي وأنه لا سيادة للمغرب على الأراضي الصحراوية، وهو الموقف الذي أعقب حكما صادرا عن محكمة الاتحاد الأوروبي التي نفت أي سيادة للمغرب على التراب الصحراوي واستثنت الأراضي الصحراوية المحتلة من أي اتفاق تجاري اقتصادي من شأنه أن يضع الثروات الصحراوية تحت سلطة المغرب أو محل اتفاق يسمح للمغرب بتصدير ثروات الصحراء الغربية إلى دول الاتحاد الأوروبي. هذه الهزات السياسية والديبلوماسيسة التي تلقتها الرباط تأتي أيضا وسط متغيرات دولية تتميز بصعود تيارات سياسية في أوروبا من شأنها دعم القضية الصحراوية، فضلا عن التغيير الحاصل في أمريكا. كما نشير إلى أن واحدة من اكبر الدول الإفريقية استقبلت يوم أمس رئيس الجمهورية الصحراوية الذي يزور جنوب إفريقيا هذه الأخيرة التي اعترفت بالصحراء الغربية قبل أزيد من عقد. كما نشير إلى أن زيارة الرئيس الصحراوي لجنوب إفريقيا تحظى بترحيب إفريقي واسع ترجمته وزيرة خرجية جنوب افريقيا التي قالت إن: "استقلال الصحراء الغربية حق غير قابل للتصرف وزيارة الرئيس الصحراوي تكتسي أهمية خاصة". وفي مقال نشرته صحيفة "الديلي مافريك" قالت "مايتي ماشاباني" إن: «زيارة الرئيس الصحراوي إشارة قوية تترجم التزام جنوب إفريقيا بالدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، كما أنها تهدف إلى تعزيز وتوطيد العلاقات القائمة بين البلدين".