لقد وصل الأمر بالعائلات السطايفية إلى حد أن تتحرز من ذكر كلمة الزنادية سواء في مجالسها الخاصة أو العامة نظرا لما تعنيه هذه الكلمة من خدش للحياء ومظاهر للمجون والفسق التي أضحت تشكل ديكورا بهذا الفضاء الغابي المترامي الأطراف. فغابة الزنادية التي لا تبعد عن مقر بلدية عاصمة الولاية سوى بمئات الأمتار كانت وإلى وقت قريب أحد الفضاءات الترفيهية التي تلتقي بها العائلات لقضاء أوقات ممتعة تحولت وبقدرة قادر إلى ماخور مفتوح على الطبيعة لممارسة طقوس أقدم مهنة في التاريخ. فضلا عن تناول المخدرات والخمور في أجواء من العفن تتقزز منها نفس الإنسان. كما أضحى هذا الفضاء الغابي الذي يتربع على مساحة تزيد على مائتي هكتار ساحة للاعتداءات التي يكون أبطالها عادة من فئة المنحرفين وذوي السوابق مما جعله منطقة محرمة يصعب الولوج إليه حتى في واضحة النهار. وقد ساهم النقص الملحوظ في التغطية الأمنية وكذا صمت الجهات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني في تنامي نشاط هؤلاء المنحرفين الذي شمل كل أرجاء الغابة بعدما كان مقتصرا على نقاط معينة داخل هذا الفضاء الغابي الذي عرقل حتى نشاط أعوان الغابات الذين يبدون احترازا كبيرا كلما هموا للقيام بعملهمئداخل الغابة. وقد وصل أمر غابة الزنادية الى منابر المساجد حيث ما فتئ الكثير من الأئمة يلفتون انتباه المصلين إلى ما آل إ ليه الوضع داخل هذه الغابة وما يترتب على ذلك من انتشار رهيب لمختلف الآفات الاجتماعية التي يذهب ضحيتها عادة الشباب. تجدر الإشارة إلى أن غابة الزنادية التي تمتد من المدخل الشمالي للمدينة الى غاية جامعة فرحات عباس غربا كانت قد استفادت مطلع التسعينيات من عملية واسعة للتهيئة والتزيين كلفت خزينة البلدية مبالغ مالية معتبرة، إلا أنئانعدام المتابعة والصيانة عصف بالكل وحول الغابة الى مكان مقفر هجرته العائلات السطايفية والى الأبد على ما يبدو. مصدر محلي مسؤول أوضح ل''البلاد'' أن إعادة تهيئة الغابة الذي هو مطمح الكثيرين يتطلب تسخير موارد مالية معتبرة ليس في مقدور مصالح البلدية الإيفاء بها في الوقت الحاضر نظرا لمحدودية مواردها، مشيرا إلى أن الأولوية في التكفل بهذا الفضاء الغابي يكمن في تطهيره من فلول المنحرفين حفاظا على سمعة أبناء المنطقة. وكان الوالي السابق قد وعد في كثير من المناسبات بإعادة الاعتبار للغابة من خلال إنجاز مرفق للراحة والتسلية لفائدة العائلات السطايفية، إلا أن هذه الوعود سقطت في الماء بذهاب هذا المسؤول.