أنقرة: من المستحيل بقاء سوريا موحدة بوجود الأسد ضربة أممية جديدة لنظام بشار الأسد، بعد اتهام الأممالمتحدة للأخير بارتكاب جرائم حرب واستخدام الأسلحة الكيماوية في بلدات قميناس وسرمين بإدلب قبل عامين. اتهام الأممالمتحدة لبشار الأسد وشقيقه ماهر، باستخدام الأسلحة الكيماوية هو الأول من نوعه، وهو ما يثير تساؤلات حول مصير رأس النظام الذي بات غامضًا، خصوصًا بعد الحديث عن خلافاته مع روسياوالولاياتالمتحدة. مسألة استخدام أسلحة كيماوية في سوريا اكتسبت أبعادًا سياسية قوية وتسببت مزاعم التحقيق بشأن هجمات بقنابل الكلور بواسطة قوات النظام في انقسام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي الذين يملكون حق النقض (الفيتو)، حيث في سنوات سابقة دعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى فرض عقوبات على نظام الأسد بينما قالت روسيا حليفته إنَّ الأدلة المقدمة غير كافية لتبرير مثل هذه الإجراءات. وبالأمس، اتهم محققون من الأممالمتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، للمرة الأولى، رأس النظام السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر، بالمسؤولية عن استخدام أسلحة كيماوية خلال هجمات متعددة تعرضت لها مناطق في سوريا. وكانت ذكرت وكالة رويتروز للأنباء أنها اطلعت على وثيقة تكشف أن محققين دوليين يقولون لأول مرة في اشتباههم بضلوع الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر في استخدام أسلحة كيماوية في الصراع السوري. الحكومة السورية بدورها نفت الاتهامات، وقالت إنها "لا أساس لها من الصحة" من جهة أخرى تم نشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر قوات الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة وهو يهاجم مسلحي تنظيم ما يسمى بداعش في منطقة الباب شمال سوريا، وهذا في إطار عملية "درع الفرات" التي تخوضها تركيا على طول الحدود التركية السورية. وفي دمشق طلبت وزارة الخارجية السورية الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل بعد قصف مواقع في محيط مطار "المزة" في العاصمة السورية. صحيفة "يديعوت احرونوت" ذكرت أن الهجوم الجوي على سوريا كان يهدف لتدمير قافلة أسلحة صواريخ من طراز أرض أرض من صناعة إيران كانت متهجة لحزب الله اللبناني. وفي سياق آخر، أكد مسؤول بالرئاسة التركية أول أمس أن بلاده لا تزال تعتقد باستحالة بقاء سوريا موحدة وآمنة مع وجود الرئيس بشار الأسد، بينما اجتمع دبلوماسيون من تركياوإيرانوروسيا للنقاش بشأن مفاوضات أستانا المقبلة. وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لا تزال تعتقد أنه من المستحيل أن تكون سوريا موحدة وآمنة في ظل وجود الأسد، لكنها تريد التقدم خطوة خطوة وانتظار ما ستسفر عنه محادثات السلام المزمع عقدها في أستانا عاصمة كزاخستان في 23 من الشهر الجاري. وأوضح المتحدث الرئاسي إبراهيم كالين "موقفنا بشأن الأسد واضح، لا نعتقد أنه من الممكن أن تكون سوريا موحدة وآمنة في ظل استمرار الأسد في السلطة، لكننا سنرى كيف ستمضي محادثات أستانا.. نريد أن نتقدم خطوة بخطوة في هذه المرحلة". ونسبت وكالة رويترز لكالين قوله للصحافيين حول مائدة مستديرة في أنقرة إن القتال في سوريا توقف إلى حد بعيد خلال الأسبوعين الماضيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسياوتركيا. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ في 30 ديسمبر الماضي بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان الدولتين.