رغم مشقة السفر وبعد المسافة بين الجزائروالغابون، غير أن ذلك لم يقف حجر عثرة أمام بعض أنصار المنتخب الجزائري الذين تعودوا على مرافقته أينما حل وارتحل رغم صعوبة السفر من جهة والمتاعب المالية التي تقف في عديد من المرات عقبة كبيرة أمام كثير من محبي الخضر في التنقل ومتابعته في نهائيات أمم إفريقيا، وتبقى عينة المناصرين الذين توجهوا للغابون تؤكد مدى عشق الأنصار للألوان الوطنية. وقد وجد الأنصار أو المجموعة التي تنقلت للغابون مشاكل عديدة للوصول لمدينة فرانس فيل التي ستحتضن مباريات المجموعة الثانية التي تضم النخبة الوطنية، خاصة أن وسائل النقل تكاد تكون معدومة بين المدينتين رغم بعد المسافة، وهو الأمر الذي دفع أغلبهم للتنقل عبر القطار، متحدين كل المسافات والإرهاقات التي تقف عادة في وجه الأنصار، لكن ومع وصولهم للغابون صنع هؤلاء صورا جميلة خاصة مع تنقلهم للمطار لاستقبال المنتخب عند وصوله وحتى التواجد في ملعب التدريبات لمساندته وتشجيعه على المضي قدما وتحقيق نتائج طيبة. "الأنصار أقاموا في مطار ليبروفيل قبل التنقل في القطار لفرانس فيل" وللحديث عن معاناة الأنصار، فجلهم وصل في ساعة متأخرة لمدينة ليبروفيل عاصمة الغابون وكان لزاما عليهم أن يقيموا ليلتها في المطار وذلك بسبب غياب وسائل النقل في صورة القطار وخاصة المشاكل التي تواجه عادة القارة السمراء في الليل من عنف وغياب للأمن. وبعد المبيت في المطار، تنقل الأنصار صباحا بالقطار لمدينة فرانس فيل التي تبعد عدة كيلومترات عن العاصمة واستغرقت الرحلة برا أكثر من 13 ساعة، حيث تحدى الجزائريون المشاكل الأمنية وضعف البنية التحتية وغامروا في رحلة طويلة تؤكد عشق الأنصار لكل ما هو جزائري. "غياب مرافق الإيواء أجبرت البعض على البقاء في العراء" ويبدو أن القارة السمراء بصفة عامة والغابون رغم منحها حق استضافة النهائيات قبل أكثر من عام فلم تبرز بأنها مستعدة لاحتضان النهائيات، خاصة مع غياب مرافق الإيواء، وهو ما أجبر بعض المناصرين على المبيت في العراء ولم يجدوا مكانا يقيمون فيه، خاصة مع رفع سعر الإيجار بشكل عام، وهذا المشكل لا ينطبق فقط على الأنصار بل تعداه أيضا للصحافيين الذين وجدوا بدورهم نفس المشاكل. "الطائرة بين ليبروفيل وفرانس فيل مشكلة حقيقية" يعتبر الكثير من أنصار الخضر الذين غامروا بالذهاب للغابون أن رحلة ليبروفيل وفرانس فيل عبر الطائرة تبقى مغامرة حقيقية لعدة اعتبارات، أولا لقدم الوسيلة التي تنقل الركاب، لكن أيضا لأن هناك رحلة واحدة لا تنطلق إلا في حالة واحدة وهي عندما تمتلئ الطائرة، وهو ما يوحي بأن الطائرات في الغابون تشبه كثيرا الحافلات الجزائرية، حيث يشترط صاحبها أن تكتض عن آخرها قبل أن تتحرك. بالمقابل، فالرحلة التي كانت مقررة يوم الخميس بين المدينتين عرفت إلغاء بسبب تواجد عديد المنتخبات التي وصلت للعاصمة في صورة المنتخب الجزائري، وهو الأمر الذي انجر عنه بقاء العديد من الأنصار وحتى الصحافيين في مدينة ليبروفيل الذين أقاموا بدورهم في المدينة قبل التوجه صباحا لفرانس فيل بواسطة القطار. "نشيد قسما يصنع الحدث" وقد صنع نشيد "قسما" الحدث في فرانس فيل، خاصة أن المجموعة التي تنقلت مع المنتخب الوطني التي وصل عددها لحوالي عشرين على الأكثر كانت في كل مرة تمر بشوارع المدينة أو حتى ملعب التدريبات تعزف نشيد قسما الذي على ما يبدو أعجب كثيرا الأفارقة في بلد بانغو بدليل ترديد البعض منهم للنغمات التي تميزه. "الجالية التونسية ساعدت الجزائريين" وتعد الجالية التونسية في مدينة فرانس فيل قوية جدا بتواجد أكثر من 100 تونسي، وهو الأمر الذي سهّل نوعا ما من مهمة الأنصار الجزائريين، خاصة أنهم يمتلكون خبرة في البلد ولهم مجموعة من المحلات التي تسهل على الأنصار قضاء حاجتهم وتجاوز المشاكل التي تؤرقهم في العديد من المرات، كما أن الجالية المسلمة في نفس المدينة قوية وتوجد عديد المعالم من مساجد وحتى محلات حلال سمحت للجزائريين بتجاوز المشاكل الكثيرة التي صادفوها، خاصة مع وصولهم للمدينة التي تحتفظ بكل أسرارها فيما يخص النتيجة النهائية التي سيحققها الخضر في النهائيات، أين تعقد الجماهير آمالها على الذهاب بعيدا في ذات المنافسة المهمة.