دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة إلى حل مشاكل الدول العربية عن طريق الحوار والمصالحة الوطنية، كما شدد على هامش استقباله لرئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أول أمس، على أن "الخروج من أزمة ليبيا يستدعي تحقيق التوافق بين الفرقاء من أجل مصلحة بلادهم بعيدا عن التدخلات الأجنبية". وقال الغنوشي في تصريح أدلى به للصحافة عقب الاستقبال "كان اللقاء فرصة للحديث مع الرئيس بوتفليقة حول أوضاع منطقتنا وما تتعرض إليه من تحديات خاصة تلك المتعلقة بالتدخلات الأجنبية وما لها من انعكاسات على المنطقة كلها". وأضاف أنه تبادل الرأي واستمع إلى نصائح رئيس الجمهورية "حول جملة من القضايا المتعلقة بالأوضاع الراهنة الخاصة في منطقتي المشرق والمغرب العربي وبليبيا على وجه الخصوص". وقال تابع راشد الغنوشي إن "مبدأ التوافق والوئام الوطني الذي أطفأ الحريق في الجزائر وفي تونس يعد نمودج لحل المشكلات عن طريق الحوار وهو السبيل لحل الأزمة الليبية ومشاكل العالم العربي كما هو الحال في سوريا واليمن". وبعد أن اعتبر أن التدخل الخارجي يمثل مشكلا وليس حلا أكد الغنوشي أن "الحل الحقيقي يكمن في سياسة التوافق والحوار الوطني بين مختلف التيارات السياسية". وذكر رئيس حركة النهضة التونسية "بالدور الكبير" الذي بذله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "في الدفع إلى تحقيق التوافق الوطني في تونس بين الحزبين الرئيسيين وهما نداء تونس والنهضة". وأكد أن هذا اللقاء يندرج ضمن "اللقاءات المتكررة التي تدخل في إطار توطيد العلاقات بين الجزائروتونس ولبحث الوضع في المغرب العربي عموما وضرورة تفعيل مشروع اتحاد المغرب العربي". وتعد هذه المرة السابعة التي يلتقي فيها بوتفليقة بالغنوشي، منذ ثورة 2011 بتونس، التي أطاحت بزين العابدين بن علي، حيث يجري الرجلان مشاورات مستمرة بشأن الوضع في تونس والمنطقة. ونهاية عام 2013، تحدثت وسائل الإعلام في البلدين عن وجود وساطة جزائرية، لتقريب وجهات النظر بين المعارضة آنذاك بقيادة نداء تونس الذي يترأسه الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي، والحكومة بقيادة حركة النهضة، وذلك بعد استقبال بوتفليقة للرجلين على انفراد.