أكد رئيس الفاف محمد روراوة أن ملف مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا سيطرح على طاولة المكتب الفيدرالي يوم 11 فيفري، معترفا أن الفريق فشل في تحقيق الهدف المسطر. روراوة الذي خص النصر بحوار حصري من باريس ليلة الخميس إلى الجمعة، قال أن الحديث عن الترشح لعهدة جديدة من عدمه سابق لأوانه، مشدّدا أن الباب سيكون مفتوحا على مصراعيه أمام الجميع وأنه ليس امبراطورا كما يقال، ولا يتمسك بالمنصب، واستهجن الحملة الإعلامية التي تستهدفه ووصفها بالحرب، متسائلا أين كان محركوها سنتي 2010 و2014، إلى جانب قضايا أخرى تطالعونها في هذا الحوار. بودنا أن نستهل هذا الحوار بالإستفسار عن حالتكم الصحية، سيما بعد الوعكة التي تعرضتم لها مؤخرا؟ نشكركم على هذا الإهتمام، و الحقيقة أن حالتي الصحية في تحسن مستمر مقارنة بما كانت عليه في الأيام القليلة الماضية، حيث قضيت مدة أسبوع بفرنسا من أجل معاينة وضعيتي من طرف الطاقم الطبي الذي يتابع ملفي منذ فترة، و لو أنني أستغل هذه الفرصة لأؤكد على أن كل ما تناقلته وسائل الإعلام بخصوص هذه الوعكة يبقى مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، لأن الداء إبتلاء من الله سبحانه و تعالى، و أنا أعاني من مرض منذ عدة أشهر، و متابعتي يتكفل بها طاقم طبي بفرنسا، و قد تعودت على التنقل إلى هذه العيادة كلما إستوجب الأمر ذلك، و بالتالي فإن مغادرتي الغابون بإتجاه باريس كانت ناتجة عن إحساسي بإضطراب خفيف، مما دفعني إلى الخضوع للمعاينة الطبية، تفاديا لأي تطورات، لكن من دون أن يكون لذلك علاقة بإرتفاع الضغط على خلفية نتيجة المنتخب الوطني في مباراة زيمبابوي، و لم أنقل إطلاقا على جناح السرعة، كما تم الترويج له، و الحمد لله حالتي تحسنت، و عليه فإنني سأعود إلى الغابون. نفهم من هذا الكلام بأن عودتكم إلى أرض الوطن تبقى مؤجلة إلى إشعار آخر؟ ما يثير إستغرابي في هذا الصدد أن الغالبية تسأل عن موعد عودتي إلى أرض الوطن، و كأنني شخص محل بحث من طرف جهة معينة، لكن في الواقع فإن الأمر عادي، و عضويتي في المكتب التنفيذي للكاف تجبرني على حضور إجتماعات بعض اللجان التابعة لهذه الهيئة، و ذلك تزامنا مع نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بالغابون، خاصة بعد التطمينات التي تلقيتها من الطاقم الطبي، و عليه فإنني سأكون حاضرا في العاصمة الغابونية ليبروفيل هذا السبت للمشاركة في إجتماعات دورية للإتحاد الإفريقي، و بحكم منصبي في المكتب التنفيذي سأتابع دورة «الكان» إلى غاية المباراة النهائية، على أن تكون بعدها جلسة تقييمية للدورة، و هي أمور روتينية تعودنا عليها، لتكون بعدها عودتي إلى الجزائر. نعرج الآن على الحديث عن الوضعية الراهنة للكرة الجزائرية و الحملة التي تستهدفكم شخصيا بعد الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من «كان 2017»؟ يضحك .. هذه ليست حملة إعلامية، بل إنها أصبحت عبارة عن حرب ضروس ضدي، في نظر من يتخذون من بعض المنابر الإعلامية و كذا «بلاطوهات» بعض القنوات التلفزيونية الخاصة فضاءات للترويج لمخططاتهم، و كأنهم يبحثون عن الشهرة و الشعبية من خلال المساس بكرامة أشخاص آخرين، و الحقيقة التي أقولها في هذا المقام أنني و الله العظيم لم أتابع إطلاقا و لو لقطة واحدة من الحصص التي تبثها هذه القنوات، كما أنني لم و لن أتأثر بما يفتعلونه، و لا أبالي بما يتحدثون عنه، رغم أنهم عمدوا إلى جعل ذلك مسلسلا من حلقات يومية، في محاولة لمغالطة الرأي العام، و هنا بودي أن أوضح شيئا مهما... ما هو .. تفضل؟ موازاة مع هذه الحملة الإعلامية فقد تلقيت في اليومين الفارطين الآلاف من الرسائل النصية القصيرة التي يعرب فيها أصحابها عن تضامنهم الكبير معي، و لو أنني أستغرب سبب هذه الحملة، كما أن محركيها تجردوا كلية من أحكام ديننا الإسلامي الحنيف، و ذلك بالكذب و الإفتراء و الغيبة و النميمة، و الحديث عن أمور لا أساس لها في الواقع، و لو أنني أجدد الجزم بأن علمي بهذه التفاصيل كان من خلال الإتصالات الهاتفية الكثيرة التي أتلقاها يوميا من طرف بعض الأصدقاء المقربين، الذين يتصلون بي للإستفسار عن حالتي الصحية. لكن ما تفسير البيان الذي بادرتم إلى نشره يوم الأربعاء الفارط على الموقع الرسمي للفاف؟ محتوى البيان كان واضحا و صريحا، لأن ما بادرت إلى تناقله بعض القنوات و الصحف بنسب تصريحات خطيرة إلى شخصي دفعني إلى التحرك، خاصة و أن الأمر يتعلق بالسلطات العليا للبلاد، و الهيئات الحكومية، و أنا مواطن جزائري، أشغل منصب رئاسة الفاف، لكن تسيير هذه الهيئة لا يمكن أن يكون حسب مزاجي الشخصي، بل هناك قوانين مضبوطة يجب مراعاتها، و السيادة الوطنية و قوانين الدولة تبقى خطا أحمر لا يمكن تجازوه، و عليه فإنني سارعت إلى تفنيد التصريحات التي نسبت إلى شخصي، مع محاولة تنوير الرأي العام، من دون أن تكون لهذا البيان علاقة بما يروج له أصحاب «البلاطوهات» ضدي، لأنني من إطارات الدولة، و تجربتي في التسيير طويلة، و المنصب الذي أشغله يجبرني على تقبل الإنتقادات، إذا كانت بناءة، مع تجاهل «التفاهات» التي لا تسمن و لا تغني من جوع، و لو أنني و الله العظيم لم أعط أي إهتمام لما يقومون به، و كأنهم ينفخون في الرماد، بدليل أنهم بادروا إلى الإتصال بي هاتفيا في محاولة منهم للحصول على تصريحات حصرية، تكون في نظرهم ردا على الحملة التي يشنونها، بغية إعطائها طابعا آخر، لكنني أرفض الرد على مكالماتهم، لأن التجاهل سيعيدهم إلى حجمهم الحقيقي. المنتخب كان خارج الإطار وفشل في تحقيق الهدف المسطر برأيكم، هل أن إقصاء المنتخب من الدور الأول في «كان» الغابون يبقى السبب الرئيسي وراء تحريك هذه الحملة؟ كما سبق و أن قلت، فإن هذه عبارة عن حرب ضدي شخصيا، و كأن محركيها يريدون تصفية حسابات معي، لأن الجزائر ليست المنتخب الوحيد الذي أقصي من الدور الأول، و الأمور في باقي الدول ظلت عادية، فالغابون مستضيف الدورة ودع المنافسة، و المنتخب الإيفواري حامل الكأس لقي نفس مصيرنا، و هذا هو منطق الكرة، رغم أنني أتساءل عن المكانة التي تواجد فيها محركو هذه الحملة عند تأهل الجزائر إلى المونديال مرتين متتاليتين سنتي 2010 و 2014، لأن الجميع هلل بما تحقق، و أشاد بالإنجازات التي جسدناها ميدانيا، و لو أنني لست مضطرا للدفاع عن نفسي، لكن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها هي أن المنتخب الوطني كان خارج الإطار في «كان 2017»، و فشل في تحقيق الهدف المسطر، إلا أن المسؤولية لا يتم تحميلها لشخص واحد، لأن الفاف عملت على توفير كافة الظروف الكفيلة بضمان التحضير جيدا لهذا الموعد، و بالتالي فإن لكل طرف مسؤوليته في هذا الإقصاء، ونحن كمسيرين للإتحاد مسؤولون على بعض الأمور، كما لبعض اللاعبين مسؤولية في المردود الذي خيب الآمال، و ذلك بعدم الظهور بالمستوى الذي كان منتظرا، و هي أمور سنقف عليها و نسعى لمعالجتها. بالتأكيد أنكم لستم راضين على نتائج الخضر في «كان 2017»، فمتى سيتم تشريح هذه المشاركة التي خيبت آمال الجزائريين؟ هناك إستراتيجية عمل تنتهجها كل الهيئات الكروية في تسيير المنتخبات، لكننا لسنا مجبرين على تقديم عرض حال علني لوسائل الإعلام بخصوص هذه المشاركة، رغم أننا جد متأثرين بالإقصاء من الدور الأول، و الأكيد أن تقييم مشوار المنتخب في هذه التظاهرة سيكون في جدول أعمال إجتماع المكتب الفيدرالي الذي سنعقده يوم 11 فيفري القادم، و برمجة هذه الجلسة كانت قبل إنتقالنا إلى الغابون، و لم تكن رضوخا للضغط الذي تفرضه بعض وسائل الإعلام. بعد إستقالة ليكنس تم تداول بعض الأسماء لخلافته، و التأكيد على شروعكم في التفاوض معها خلال فترة تواجدكم بفرنسا؟ تواجدي بفرنسا كان من أجل متابعة حالتي الصحية، و ليس تسيير شؤون المنتخب، لأنه من غير المنطقي الحديث عن قضية المدرب بعد ساعات قليلة من إنتهاء الدورة، كوننا مطالبون بتشريح هذه المشاركة، و الوقوف على الوضعية الحقيقية التي أصبح يتواجد فيها منتخبنا، و على ضوء ذلك نضبط معايير حاجياتنا، و الشروط الواجب توفرها في الطاقم الفني الذي سيقود المنتخب، و عليه فإنني «أقسم بالله» لم أفكر إطلاقا في هوية الناخب الجديد، لأنه ليس من السهل تجاوز النكسة بسرعة البرق، فكيف لي أن أشرع في التفاوض مع مدربين بفرنسا، و التفكير في هذه القضية سيكون بعد الإجتماع القادم للمكتب الفيدرالي. هل لهذا الإخفاق تأثير على مساركم في رئاسة الفاف، بحكم تزامن ذلك مع إنتهاء العهدة؟ تسيير الفاف يحتم علينا تقبل منطق الكرة، لأن مباريات المنتخب ليست تألق و فوز فقط، بل هناك أيضا هزائم و إنتكاسات، لكن من دون أن يكون لهذا الإقصاء إنعكاس سلبي على برنامج العمل الذي سطرناه، و بالتالي فإننا سنواصل المهام إلى غاية إنتهاء العهدة الأولمبية، و البرنامج المضبوط سنعقد بموجبه الجمعية العامة العادية للفاف أوائل شهر مارس القادم، على أن يفتح باب الترشيحات لرئاسة الإتحادية و عضوية المكتب الفيدرالي، و الإنتخابات من الأرجح أن تكون في بداية أفريل 2017 . و الكل يتساءل عن موقفكم من الترشح لعهدة أخرى؟ الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه، لأنني سأكون معنيا بإنتخابات عضوية المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي المزمع تنظيمها شهر مارس القادم، و شخصيا فإنني أسعى لضمان المحافظة على منصبي في الكاف، و ذلك بنية ضمان التمثيل الجزائري في مختلف الهيئات الكروية، لأن ما حققناه في العهدات الفارطة أصبح يحسب لنا، بعدما كسب الإطار الجزائري الثقة على جميع الأصعدة، و هو الذي كان مهمشا لسنوات طويلة، و حاليا فإنني رفقة صديقي حميد حداج نحوز على منصبين في اللجان الدائمة للفيفا، كما أن الجزائر ممثلة ب 7 أعضاء في لجان الإتحاد الإفريقي، إضافة إلى 5 ممثلين في الإتحاد العربي و 3 أعضاء في تركيبة لجان إتحاد شمال إفريقيا، و عليه فإن التفكير في مواصلة مهامي على راس الفاف سيكون بعد الفصل في إنتخابات الكاف. ما تعليقكم على الأسماء التي أعربت عن نيتها في الترشح لرئاسة الإتحادية؟ ما هو مؤكد أن باب الترشيحات سيكون مفتوحا على مصراعيه أمام الجميع، لأنني لست «إمبراطورا» و لا أتمسك بالمنصب، كما أن إنتخابات الفاف تسيرها قوانين واضحة و صارمة، و الترشح للرئاسة أو عضوية المكتب الفيدرالي يطرح للدراسة على طاولة لجنة متخصصة تنبثق عن الجمعية العامة، و تكون مستقلة في قراراتها، و شخصيا فإنني أساند كل من يترشح لرئاسة الإتحادية، و يقدم برنامج عمل من شأنه أن يساهم في تطوير المنظومة الكروية الوطنية، و قيادة المنتخبات لتحقيق نتائج أفضل، و لا أخفي عليكم بأنني تلقيت مؤخرا إتصالا هاتفيا من طرف أحد الأصدقاء الذي تم تداول إسمه كمترشح لرئاسة الفاف، و أعربت له عن دعمي له، رغم أنه تحفظ، و سارع إلى مطالبتي بضرورة ترشحي لعهدة أخرى، لكنني «و الله العظيم» لم أفكر بعد في هذا الأمر، لأن إستقالتي في أوائل مارس ستكون أوتوماتيكية. هل من كلمة ختامية لهذا الحوار ؟ الخاتمة ستكون عبارة عن نداء أتوجه به إلى الوسط الكروي الجزائري لتفادي الإنسياق وراء التهريج الإعلامي و التحريض، كما أعترف بأن مشاركة المنتخب الوطني في الغابون جاءت مخيبة للآمال، لكنها ليست نهاية العالم، بل تبقى مجرد محطة من مشوار طويل، من دون أن أفوت فرصة شكركم على تواصلكم معي للإستفسار عن حالتي الصحية، لأنني و بعدما تلقيت 3 رسائل نصية من طرفكم وافقت على طلبكم القاضي بإجراء حوار مع جريدة «النصر» الموقرة من باريس، لتوضيح القليل من الرؤية حول الوضعية الراهنة، و أعدكم بأنكم ستكونون من ضيوفي بمركز سيدي موسى أو بمقر الفاف بمجرد عودتي إلى الجزائر لإجراء دردشة مطولة بحول الله.