برنامج الزيارة يتضمن محادثات مع كبار المسؤولين ونشطاء جمعويين ومثقفين يبدأ الاثنين المرشح المستقل للرئاسيات الفرنسية، إيمانويل ماكرون، زيارة إلى الجزائر تدوم يومين يلتقي خلالها مسؤولين كبار في الدولة وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال إلى جانب شخصيات سياسية ونشطاء المجتمع المدني ومثقفين. وأفادت مصادر عليمة بأن وزير الاقتصاد السابق في حكومة مانويل فالس سيلتقي في أول محطة بالعاصمة مع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ليتوجه بعدها إلى قصر الدكتور سعدان حيث سيحظى باستقبال الوزير الأول، عبد المالك سلال. وسيجري المترشح الفرنسي المقرب من الرئيس فرانسوا هولاند محادثات مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، كما ذكرت ذات المصادر أن ماكرون من المنتظر أن يلتقي أيضا رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، ويعقد لقاء مفتوحا مع فعاليات جمعوية ومثقفين. وجرى التقليد أن تستقبل الجزائرمترشحين للانتخابات الرئاسية من مختلف الأطياف خاصة من اليسار واليمين رغم وقوفها في العديد من المرات إلى جانب المترشحين الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية التي عرفتها الجمهورية الخامسة. إلى ذلك أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز إيفوب فيدوسيال أن المرشح المستقل إيمانويل ماكرون سيفوز في جولة الإعادة على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بحصوله على 63 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة. وأظهر الاستطلاع اليومي الذي يجرى لصالح مجلة باري ماتش أن لوبان ستتصدر الجولة الأولى التي تجرى في 23 أفريل بالحصول على 26 بالمئة من الأصوات مقابل 21 بالمئة لوزير الاقتصاد السابق. واستقرت نسب الأصوات التي يتوقع أن يحصل عليها المرشحان في الجولة الأولى لليوم الثالث على التوالي لكن نسبة مرشح المحافظين فرانسوا فيون هبطت إلى 17.5 بالمئة من 18 بالمئة. وشهد فيون الذي كان الأوفر حظا في استطلاعات الرأي سابقا فرص تخطيه الجولة الأولى وهي تتلاشى عقب أخبار نشرتها الصحافة في الأسابيع الأخيرة عن أن زوجته تلقت راتبا عن وظيفة لديه كمساعدة برلمانية دون أداء أي عمل حقيقي. ولا تتردد وسائل الإعلام الفرنسية والدولية في وصف الوزير الاشتراكي السابق إيمانويل ماكرون بالنجم الصاعد والقادر على الوصول إلى قصر الرئاسة، حيث تقدمه مختلف القراءات كوسطي يرغب في جعل فرنسا أرض التجدد، عبر تحرير العمل وإعادة الالتزام بالشعار الوطني الذي يكاد يدخل متحف النسيان: حرية مساواة، أخوة. وخطف الاشتراكي البالغ من العمر 39 سنة الأضواء في مهرجان انتخابي بمدينة ليون وسط وشرق البلاد، حيث احتشد حوله زهاء 16 ألف مناصر بقي نصفهم خارج ملعب التجمع الانتخابي، مبرزا أن ذلك تعبير رغبة جامحة لدى الفرنسيين بالتطلع إلى مستقبل جديد، معلنا لأنصاره الذين هتفوا عاليا باسمه أنا لا أقول لكم إن اليسار واليمين لم يعودا يعنيان شيئا، أو إنهما لم يعودا موجودين، أو إنهما الشيء نفسه، لكن ألا يمكن تجاوز هذه التقسيمات في لحظات تاريخية؟. ويلعب ماكرون ورقة المهاجرين واللاجئين الذين يشكلون وعاء انتخابيا مهما بفرنسا، إذ يعتقد وفق قناعة راسخة عبر عنها عديد المرات وهي أن الهجرة تحمل كفاءات، كما أنه المرشح الرئاسي الوحيد الذي أشاد بعناية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باللاجئين وقال عنها هي من أنقذت كرامة أوروبا، ولذلك فأنا أرى نفسي تقدميا وأريد أن أكون أوروبيا سخيا ومجددا. ففي 29 جانفي الماضي، فاز بونوا هامون الذي يمثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي في الانتخابات التمهيدية لليسار، مما سهل مهمته في تقديم نفسه كوسطي.