أسفرت المرحلة الأولى من العملية الانتخابية المزمع إجراؤها يوم 04 مايو القادم، عن ترشح بعض رؤساء الأحزاب، ليصبحوا الآن مشاريع نواب بالغرفة الثانية للبرلمان، في العهدة الثامنة القادمة، على غرار رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون، ورئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، بالإضافة إلى كل من عبد المالك بوشافة السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، وخالد بونجمة رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية. ويبدو أن ترشح رؤساء الأحزاب، ظاهرة جزائرية بامتياز، حيث إن المعمول به عبر العديد من الدول العريقة ديمقراطيا، هو أن لرؤساء الأحزاب طموحات كبيرة، تتمثل في تولي قيادة البلد عبر الترشح للانتخابات الرئاسية، أو قيادة حكومة بلده، لتنفيذ سياسة وبرنامج حزبه. إلا في الجزائر فإن بعض رؤساء الأحزاب يسارعون لترشيح أنفسهم للمجلس الشعبي الوطني، في حين لم نر أحدا منهم يبدي رغبة في تولي دفة قيادة بلدية صغيرة أو نائية في الجزائر العميقة. مناصرة "الوزير" يتنازل لإنقاذ مقري بعد سجال كبير، وقع الاتفاق والتوافق بين أطراف "حمس التاريخية"، لترشيح عبد المجيد مناصرة، رئيس حزب جبهة التغيير، لتصدر قائمة الجزائر العاصمة، وهذا بعد أن تم الإعلان مطلع السنة الجارية عن التحالف الاندماجي بين أبناء مدرسة الشيخ نحناح، تكون أولى خطواته تشكيل قوائم انتخابية موحدة. عبد المجيد مناصرة، وافق على تصدر قائمة العاصمة، بعد أن اقترحه عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، وذلك بعد جهد كبير بذله الأخير لإقناع وزير الصناعة الأسبق، خاصة أن هذه القائمة عرفت الكثير من اللغط. وبموافقته على تصدر قائمة عاصمة البلد، يصبح مناصرة مشروع نائب بالمجلس الشعبي الوطني إضافة إلى كونه رئيس جبهة التغيير إلى إشعار آخر. مناصرة لمن لا يعرفه، هو من مواليد 18 مارس 1964 بولاية باتنة، زاول بها دراسته الابتدائية والثانوية قبل أن ينتقل إلى بومرداس، حيث تحصل على شهادة مهندس دولة في الصناعات الميكانيكية عام 1987. شغل عدة مناصب سامية في الدولة، حيث كان عضوا بالمجلس الوطني الانتقالي وتولىّ منصب نائب الرئيس من سنة 1994 إلى غاية 1997، وكان عضوا بالمجلس الشعبي الوطني لمدة عهدتين بين 2002 /2007 إلى 2007 /2012، كما تولى منصب وزير الصناعة وإعادة الهيكلة من جوان 1997 إلى جوان 2002. لويزة حنون عهدة نيابية "أبدية" تعتبر لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، أول امرأة تتولى قيادة حزب سياسي في الجزائر، وتترشح للانتخابات الرئاسية. من مواليد 7 أفريل 1954، بولاية جيجل. الموظفة في وقت سابق بمطار عنابة، والنقابية، المناضلة اليسارية، والمدافعة عن حقوق النساء، والنائب حالية بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية الجزائر العاصمة، في سنة 2004 أصبحت أول سيدة تدخل المنافسة على كرسي الرئاسة في الجزائر والعالم العربي، كما ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2009، وفي 2014 تحت شعار "الجرأة لتأسيس الجمهورية الثانية". وفي انتخابات صيف عام 1997 فازت لويزة هي وثلاثة آخرين من أعضاء حزبها،وأصبحوا نوابا في المجلس الشعبي الوطني. وهاهي تتصدر قائمة حزبها بالجزائر العاصمة. محسن بلعباس على خطى سلفه سعيد سعدي هو رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري، العلماني المعارض، ولد في 15 سبتمبر 1970 في تيزي وزو، وقد انتخب خلفا لسعيد سعدي المستقيل في 11 مارس 2012. محسن بلعباس كان نائبا في المجلس الشعبي الوطني، خلال العهدة الماضية 2007 - 2012، حيث تولى رئاسة لجنة الثقافة الاتصال والسياحة. وهو يتصدر قائمة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بعاصمة البلاد، طمعا في العودة إلى أروقة البرلمان الذي غادره منذ خمس سنوات. عبد المالك بوشافع يقود الأفافاس في عاصمة الشرق رشحت جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر، سكرتيرها الأول، عبد المالك بوشافع، لتصدر قائمة ولاية قسنطينة، وهو ابن الولاية، والنائب عنها في العهدة الحالية المنتهية 2012-2017، والذي تولى الأمانة الوطنية للأفافاس السنة الماضية خلفا لمحمد نبو. خالد بونجمة.. الرجل من مواليد ولاية تيبازة، دائرة القليعة بلدية الحطاطبة، سنة 1956، تمدرس في مركز التكوين المهني اختصاص هندسة مدنية، التحق بالشركة الوطنية "دي ان سي" كمسير لأشغال البناء. في سنة 1989 شارك في تأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، وفي سنة 1994 شارك في تأسيس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء. في 11 أكتوبر 2011 شرع بونجمة في تأسيس حزبه الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، وفي 31 جانفي 2012 عقد المؤتمر التأسيسي. ترشح بونجمة للانتخابات التشريعية القادمة، كمتصدر لقائمة حزبه بولاية تيبازة، ويطمع لتمثيل ولايته بالمجلس الشعبي الوطني، في أول تجربة سياسية له.