اعتصم صباح أمس، مئات الطلبة المهندسين التابعين لعدة مدارس وطنية على مستوى العاصمة، أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطالبين بإعادة النظر في تصنيفهم إضافة إلى إلغاء الإجراء الأخير الذي يتضمن رفع مدة تكوينهم إلى 6 سنوات للحصول على شهادة ''ماستر ,''2 والالتحاق بإحدى الجامعات التي تكون المهندسين على غرار جامعة هواري بومدين بباب الزوار، لمواصلة سنة أخرى من الدراسة من أجل تتويجهم في الأخير بشهادة معادلة لشهادة المهندسين المتخرجين من الجامعة والذين قضوا تكوينا لمدة خمس سنوات فقط، وهذا ما اعتبروه تمييزا بين فئة المهندسين وانتهاكا فادحا في حقهم·في هذا الإطار، خرج أمس مئات الطلبة قدموا من المدرسة الوطنية للأشغال العمومية، المدرسة الوطنية متعددة التقنيات والمدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي بالحراش، المدرسة العليا للهندسة المعمارية وكذا المعهد الوطني للإحصاء والتخطيط ببن عكنون، رافعين شعارات منددة بالقرارات التي اتخذتها الجهات الوصية دون إعلام الطلبة، والتي وصفوها ''بالجائرة''، وتعالت أصواتهم المستنكرة أمام مدخل وزارة التعليم العالي يرددون عبارات ''عار، عار وزارة بلا قرار'' وغيرها، مشيرين في ذلك إلى استيائهم جراء سدّ أبواب الحوار والنقاش معهم·وفي هذا الإطار، أكد الطلبة الذين تحدثت ''البلاد'' إليهم أمس، أن انشغالاتهم تتمثل في إعادة النظر في التصنيف ''المجحف'' في حقهم، حيث كشف الطلبة أن هناك عشر مدارس وطنية على المستوى الوطني تضم نخبة الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا بمعدلات جيدة، والتحقوا بهذه المدارس عن طريق المسابقة، مما يعني أن مستواهم العلمي متميّز، إختاروا الدراسة في هذه المدراس لخدمة الوطن ورفع عدد الإطارات الوطنية للمساهمة في التنمية الوطنية بعد خمس سنوات من التكوين المتواصل والجدي· وفي هذا الصدد أشار أحد الطلبة إلى أنهم ''يقضون جل وقتهم في الدراسة فقط والمثابرة في تحصيلهم العلمي، حتى إن معظمهم القادمين من ولايات أخرى، يتخلون عن زيارة عائلاتهم لمدة تتجاوز الشهرين وحتى في المناسبات الدينية يفضلون البقاء داخل إقامتهم للدراسة والمراجعة وإنجاز وظائفهم''، وفي الأخير يضيف المتحدث ذاته نتفاجأ بدحرجتنا إلى المرتبة 13 في سلم التصنيف بعد أن كان 14 يضاف إلى ذلك وضعهم في نفس الرتبة مع المهندسين المتخرجين من الجامعات، إضافة إلى كل ذلك هؤلاء يدرسون خمس سنوات وطلبة المدارس طُلب منهم مواصلة الدراسة لمدة سنة أخرى في الجامعة للحصول على شهادة تعادل ''الماستر.''2وناشد الطلبة وزارة التعليم العالي الاستجابة العاجلة لمطالبهم بإعادة النظر في هذه الإجراءات لا سيما رفع مدة التكوين إلى ست سنوات، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لمصيرهم، خاصة أنهم حسب محدثينا أكدوا أن الوزارة تصنفهم كسلك خاص وبالتالي يستوجب معاملتهم بإجراءات خاصة تتلاءم ومستوى تكوينهم·وقد شدد الطلبة على مواصلة الاحتجاج إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، في حين تفرق هؤلاء في حدود الساعة الثانية زوالا دون حدوث أية انزلاقات أو تدخل قوات مكافحة الشغب التي توافدت بأعداد هائلة إلى المكان إلا أنها تجنبت التدخل ما عدا بعض العناصر لمنع حدوث أية طوارئ·