بالعودة إلى الوعود التي قدمها الرئيس الفرنسي الجديد إمانويل ماكرون خلال زيارته للجزائر فيفري المنصرم في إطار جولته الانتخابية كمرشح للرئاسيات دوّن على أحد المواقع الإلكترونية مقالا مطولا حول ما يطمح إلى تحقيقه كرئيس للجمهورية الفرنسية فيما يخص العلاقات الجزائرية الفرنسية، على اعتبار أن صفحات التاريخ التي قلبت بسرعة دون قراءة وخلفت ما خلفت من خلافات ومجادلات ليست سببا في إهمال فكرة بناء شراكة إستراتيجية بين الدولتين. الرئيس الفرنسي الجديد قدم رؤية طموحة جدا لمستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية تنطلق من أهمية الجزائر والعلاقات التاريخية التي تربطها بفرنسا وتنسج كل يوم مع الملايين من العائلات التي تعيش بين الجزائروفرنسا أي الجالية. وقال إمانويل ماكرون الذي قدم برنامجه على أساس الفرص التي وقف عليها في الجزائر خلال زياراته المتتالية بصفته عضوا في اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية إن الوقت قد حان لبناء شراكة على حلول متقاسمة وتعاون ميداني حول مشاريع ملموسة وضخمة تفرض نفسها بقوة في الجزائر، غير أنه حدد جيدا الأهداف خاصة ما تعلق بقطاع التربية التي وصفها بأم المعارك وكذا قطاع التكوين والاقتصاد وحتى الثقافة، وعبّر عن رغبته في مواصلة التعاون في مجال التربية والخطوة الأولى تكون في مضاعفة عدد الثانويات الفرنسية في الجزائر على اعتبار أن ثانوية واحدة لا تكفي بالنظر إلى طموح فرنسا في جعل الجزائر لاعبا أساسيا في مسألة الفرنكوفونية في إفريقيا. وفيما يخص الطلبة الشباب، تعهد ماكرون بتدعيم معاهد التكوين الجزائرية الفرنسية خاصة في مجالات الطب والصحافة مع العمل على رفع عدد الطلبة الجزائريين في فرنسا في درجة الماستر والدكتوراه، بالمقابل، اقترح إيمانويل ماكرون على الحكومة الجزائرية إنشاء مرصد جزائري فرنسي للشباب لتشجيع الحركة بين الدولتين. أما على الصعيد الاقتصادي، فإن إمانويل ماكرون يرى الجزائر بعين الأرض التي يمكن أن تذر ذهبا بالنظر إلى الفرص التي تتمتع بها خاصة في مشروع الرقمنة الذي يمكن لفرنسا أن تكون فاعلا فيه، بالإضافة إلى ثلاث أولويات أخرى تطرح تتعلق بمشاريع صناعية مشتركة تخص الابتكار والمقاولة، من خلال مرافقة الملايين من الشباب الذين لديهم أحلام إنشاء مؤسسات في مجال التكنولوجيات الحديثة والعمل على خلق جالية فرنسية جزائرية تعمل في قطاع الطاقات المتجددة الذي يشكل سوقا خصبا قيمته 4 ملايير أورو. فأي من عهود إمانويل ماكرون ستتجسد وهو متربع على كرسي قصر الإليزيه؟