تواصلت أمس لليوم الثاني أشغال الملتقى الدولي ''تاريخ حاضرة تلمسان ونواحيها'' المنظم في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، حيث خصص ل''عاصمة الزيانيين'' في العهد العثماني بعدما تناولت محاضرات اليوم الأول موضوع ''تلمسان في العصور القديمة وعهد الفتوحات الإسلامية''. وأثار المتدخلون في اليوم الثاني من عمر الملتقى الذي احتضنته كلية الطب لجامعة تلمسان، علاقة أمراء ''بني زيان'' بالعثمانيين، حيث تناول الدكتور دراج محمد من جامعة تلمسان موقف أمراء ''بني زيان'' من الوجود العثماني في الجزائر من خلال المصادر التركية ممثلة في تحفة الكبار في أسفار البحار. وأكد المحاضر خلال الجلسة الصباحية التي ترأسها الأستاذ صاري جيلالي، أن أمراء ''بني زيان''، وخصوصا في أيامهم الأخيرة، أبدوا موقفا معارضا للتواجد العثماني بالجزائر لاعتقادهم بأنهم سوف يكونون سببا في تلاشيهم بشكل نهائي من التاريخ السياسي للمنطقة، موضحا أن هؤلاء الأمراء تسببوا في مقتل ''عروج'' وشقيقه ''إسحاق رايس'' بالتواطؤ مع الإسبان، مما يكشف حجم الخطر الذي شكله التواجد العثماني على إمارة ''بني زيان''. وحاول المحاضر استقراء موقف ''بني زيان'' من العثمانيين من خلال كتاب ''تحفة الكبار'' للعلامة الموسوعي كاتب جلبي الذي يشكل نموذجا للدراسات العثمانية القديمة لتاريخ المنطقة. وخلال الفترة الصباحية أيضا، تطرق محمد الصالح بوقشور إلى الأهمية الاقتصادية لمدينة تلمسان خلال الفترتين العثمانية والاستعمارية، ناقش الرزقي شرقي محور ''العثمانيون في الجزائر'' ودورهم في حماية حاضرة المغرب الأوسط مدينة تلمسان من الاحتلال الاسباني ساعة احتضار الدولة الزيانية. وعرف الإقبال على المحاضرات تقلصا واضحا في تعداد الحاضرين يوم أمس مقارنة باليوم الأول الذي شهد حضور وزيرة الثقافة خليدة تومي، مما طرح الكثير من التساؤلات عن غياب دور الجامعة في تأطير عملية حضور الكلية لمثل هذه المحاضرات الهامة. ويسدل الستار اليوم على الملتقى الدولي حول ''تاريخ حاضرة تلمسان ونواحيها'' ببرمجة محاضرة هامة تخص التواجد اليهودي في تلمسان بعد سقوط الأندلس.