أعلن مسؤولو الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة، اليوم السبت، فقدانهم السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وجميع مرافقه، مؤكدين أن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بات تحت السيطرة المطلقة لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل استباحته، حيث اقتحمت مرافقه ومقرات إدارة الأوقاف فيه ملحقة أضرارا فادحة بها. وجاء هذا الإعلان، الذي وصفه مراقبون هنا بأنه خطير، ويعكس خطورة الإجراءات التي تنفذها سلطات الاحتلال هناك منذ أمس الجمعة، خلال مؤتمر صحفي، عقد اليوم، شارك فيه أربعة من كبار رجال الوقف من الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف، ومجلس قاضي القضاة، وعقد المؤتمر في حي واد الجوز على مشارف البلدة القديمة من القدس التي أغلقها الاحتلال بالكامل ومنع وصولهم إليها. وفي التصريحات التي أدلى بها المتحدثون، أكد الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، أن الاحتلال يسيطر على المسجد الأقصى الآن وأن إدارة الأوقاف لم يعد لها أي سيطرة على ما يجري داخله، حيث يواصل الجنود المحتلون اقتحام المقرات وتحطيمها والعبث بمحتوياتها، في عدوان سافر هو الأخطر الذي يتعرض له منذ حريقه الشهير في عام 1969، في حين ما زال الاحتلال يعتقل عددا من حراسه. ووصف الشيخ حسين ما تقوم به سلطات الاحتلال ضد الأقصى بأنه مخالف لكل الشرائع والأنظمة والقوانين الدولية، مشيرا إلى أن اتصالات تجري على أعلى المستويات لدى المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني العالمية للتدخل لوقف هذا العدوان، مؤكدا أن الأقصى ملك خالص للمسلمين وحدهم بجميع مرافقه وساحاته وقبابه وهو البالغة مساحته 144 دونما، وليس لغير المسلمين أي حق فيه.
بدوره، حذر الشيخ واصف البكري، نائب رئيس مجلس القضاء الشرعي، من خطورة ما قامت وتقوم به سلطات الاحتلال من عبث بالمقرات والمرافق الرسمية داخل الأقصى، ومنها المتحف الإسلامي، الذي يشتمل على كثير من السجلات والوثائق التاريخية، واصفا ما يجري بأنه استباحة قبيحة لمقدسات المسلمين واعتداء غير مسبوق، تتحمل نتائجه وتبعاته سلطات الاحتلال. أما الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، فتلا خلال المؤتمر بيانا باسم الهيئة استنكر فيه بشدة ما وصفه ب"إجراءات الاحتلال الظالمة" ضد الأقصى، مؤكدا أن ما تم حتى اللحظة عدوان لطالما حذر مسؤولو الأوقاف منه ومن نتائجه. وناشد صبري الأمتين العربية والإسلامية التدخل العاجل لإنقاذ الأقصى الذي يسعى الاحتلال إلى بسط سيطرته وسيطرة مستوطنيه عليه. في حين دعا الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف، إلى الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، مؤكدا خطورة ما يجري، ومنددا بمنع الصلاة في الأقصى وإغلاقه في وجه المصلين. وحث الشيخ سلهب الأردن على التحرك العاجل بعد أن باتت الأوقاف تفقد سيطرتها على المسجد بسبب إجراءات الاحتلال العدوانية فيه.