عاد المئات من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في ليبيا، أمس، أدراجهم إلى منازلهم من مطار طرابلس الذي اكتظ خلال الأيام القليلة الماضية بالآلاف منهم بغية إجلائهم على غرار الجاليات الأجنبية الأخرى من ليبيا التي تعيش على وقع معارك ومواجهات بين المؤيدين لنظام القذافي والداعين لإسقاط نظامه. وذكر أفراد من الجالية ل ''البلاد'' أن مصالح السفارة أعلمتهم بضرورة العودة إلى منازلهم وعدم الخروج منها إلاّ في حالات الضرورة الشديدة. في انتظار الاتصال بهم لإخبارهم بوصول الطائرات التي من المقرر أن تقلهم من مطار طرابلس نحو الجزائر. وفي الوقت ذاته فضلت أسر أخرى من الجالية الجزائرية المكوث في مطار ليبيا إلى غاية قدوم الطائرات لإجلائهم، وسط مخاوف من تنفيذ معمر القذافي لتهديداته من خلال استعمال القوة العسكرية واستهداف مناطق معينة على غرار المطارات بالقصف، في محاولة لفرض النظام بالقوة ضد الثورة الشعبية. وبالموازاة مع ذلك، كشفت خلية المتابعة وضعية الجالية الجزائرية في ليبيا أمس أن الحكومة قررت إرسال باخرة إلى مدينة بنغازي الليبية قصد إجلاء الرعايا الجزائريين المقيمين هناك إثر تدهور الوضع الأمني، في حين ذكرت أن عدد الرعايا الجزائريين الذين عادوا إلى أرض الوطن لحد الآن بلغ نحو 1500 رعية قرابة 1300 منهم تم إجلاؤهم عبر 5 رحلات جوية فيما عاد 200 آخرون من خلال المعبر الحدودي الدبداب (450 كم شمال شرق إليزي)، بينما يقيم في ليبيا نحو 8000 جزائري.