عاشت مستشفيات العاصمة وبعض ولايات الوسط والجنوب، خلال اليومين الأخيرين، حالة من التأهب، بسبب موجة الحر والارتفاع في درجات الحرارة، حيث سجلت أقسام الاستعجالات الطبية، توافد العديد من المواطنين منذ الساعات الأولى، أغلبها حالات إغماء وصرع، عند الأطفال والشيوخ والنساء الحوامل. وقد عرف المواطنون أياما صعبة للغاية عقب الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة والذي تجاوز 44 درجة بالعديد من الولايات، مع تسجيل نسبة رطوبة فاقت 65 بالمائة في الولايات الساحلية، وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية تراجع درجات الحرارة بدءًا من اليوم. موجة الحر تربك المواطنين وتشل نشاطاتهم... تسببت موجة الحر الشديدة التي عرفتها معظم ولايات الوطن، في ارتباك المواطنين الذين لم يستطيعوا تحمل الوضع، كما شلت نشاطات الكثير من الخواص، فالعمال لم يستطيعوا تحمل حرارة الشمس الحارقة خاصة أولئك الذين يشتغلون في مهن تتطلب العمل في الخلاء على غرار عمال البناء. وأثرت هذه الوضعية الجوية المرفوقة بضيق في التنفس نتيجة حرائق الغابات على بعض الفئات التي تعتبر حساسة، مثل الحوامل والشيوخ والرضع والأطفال، حيث استقبلت مصالح الاستعجالات لبعض مستشفيات العاصمة والعيادات الخاصة، العديد من حالات الإغماء والصرع وارتفاع الضغط الدموي، مما أدى إلى حالة تأهب رفعها الأطباء من لتقديم الإسعافات الأولية للمرضى ومساعدتهم على التصدي لموجة الحر بأمان. كما عرفت بعض بلديات العاصمة، خلال اليومين السابقين، انقطاعا متكررا للكهرباء والماء، بسبب أشغال الصيانة، على غرار ما عاشه قاطنو بلدية بوزريعة الذين وجدوا أنفسهم دون ماء ولا كهرباء ما ضاعف من معاناة هؤلاء مع موجة الحر الشديدة والرطوبة العالية المسجلة في العاصمة. وفاة شخص بولاية البويرة بسبب موجة الحر يعتبر كبار السن من أكثر ضحايا موجة الحر الأخيرة التي اجتاحت عدة ولايات بالوطن، حيث لقي، أول أمس، شيخ في العقد السابع من العمر مصرعه بولاية البويرة لإصابته بإغماء شديد نقل إلى المؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف حيث لفظ آخر أنفاسه. وقد أصيب الشيخ بضيق في التنفس جراء الارتفاع الشديد للحرارة التي شهدتها ولاية البويرة في الأيام الأخيرة، علما أن مديرية الحماية المدنية قامت بتشكيل خلية متابعة وتأهب تحسبا لأي طارئ قد يكون ناجما عن موجة الحر التي تضرب المنطقة. طبيبة أطفال: لا تأخذوا أطفالكم إلى شاطئ البحر في هذا الوقت حذرت طبيبة الأطفال، ليليا شلبابي، في حديثها مع "البلاد"، الأولياء من خطورة اصطحاب أطفالهم إلى شواطئ البحر هذه الأيام، أين تشهد معظم ولايات الوطن موجة حر شديدة. وقالت الطبيبة المختصة إن وجود الأطفال في الشواطئ مضر بصحتهم وقد يكون خطرا على حياتهم، في الفترة الممتدة من 11 صباحا إلى الرابعة مساء. كما قدمت المختصة في طب الأطفال عدة نصائح لتفادي إصابة الرضع والأطفال بالجفاف من أهمها: عدم تعريض الرضيع أو الطفل لأشعة الشمس المباشرة، وإعطائهم كميات كبيرة من الماء، وشددت الدكتورة على ضرورة استحمام الأطفال يوميا لخفض درجات الحرارة لهذه الفئة التي تعتبر حساسة أكثر من كل الفئات. واستنكرت الطبيبة عدم تشغيل مكيفات الهواء بمعظم المنازل بحجة أنها مضرة بصحة الأطفال حيث أضافت "أستقبل حالات كثيرة لأطفال مرضى، وحين أسأل الأم تقول إنها لا تسمح باستعمال مكيف الهواء وهذا خطأ شائع لدى الكثير من الناس، فالرضيع والطفل لا يستطيع تحمل درجة الحرارة التي يتحملها الكبار، يجب تشغيل مكيف الهواء ولكن بدرجة 24 ". وفي هذا السياق نصحت المختصة المواطنين بتفادي الخروج وقت الظهيرة وعند الاقتضاء فإنه يجب ارتداء ملابس خفيفة وواسعة وتفادي البقاء مطولا تحت أشعة الشمس. كما نصحت بشرب كميات كبيرة من الماء. أوحدة فيصل: هذه أهم النصائح التي نقدمها لمرضى السكري صرح أوحدة فيصل رئيس جمعية مرضى السكري، ل«البلاد" بأن الجمعية نظمت أياما تحسيسية تحت شعار "الصيف والأمراض المزمنة" والذي يستمر حتى نهاية موسم الصيف، هدفه توعية مرضى السكري بعواقب ارتفاع درجات الحرارة على صحتهم. كما تنظم الجمعية قافلة تحسيسية بالجزائر العاصمة للهدف نفسه. وأضاف المتحدث "ننصح مرضى السكري بالإكثار من شرب الماء، وتجنب المشروبات الغازية، كما يستحسن عدم البقاء تحت أشعة الشمس في وقت الظهيرة، فارتفاع مستوى السكر يؤدي إلى جفاف بشرة المريض، مما قد يقود المريض إلى دخوله مصلحة الإنعاش، وقد يتسبب في الوفاة في بعض الحالات". ونصح رئيس الجمعية بعدم وضع أدوية مريض السكري من أقراص وحقن الأنسولين خارج علب خاصة، حيث أضاف "يجب وضع الأدوية في حافظة الثلج، وحافظة الأقراص، فأدوية المرضى تكون معرضة للتلف، خاصة إذا تم وضعها في أماكن معرضة لأشعة الشمس الحارقة".