''ولكنني لا أعرف حقيقة ماذا تساوي كتبي تحديدا، تلقيت إشارات جد مادحة في مناسبات عديدة، ومع ذلك أعرف أن الحظ هو الذي يحدد النجاح غالبا وليس الموهبة.. ستكتسي كتبي قيمتها الحقيقية حينما أغيب عن هذه الدنيا''..هي عبارة قالها الروائي والكاتب البيروفي ''ماريو فارغاس ليوسا'' الحائز على جائزة ''نوبل'' للأدب لسنة ,2010 واستوقفتنا للحظة ونحن نتجول بإحدى قاعات المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة. وذلك في إطار المعرض التكريمي الذي تنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالشراكة مع دار أمريكا اللاتينية في باريس والمركز الثقافي للجامعة الكاثوليكية في ''ليما''، وذلك إلى غاية الثاني أفريل المقبل. ويشكل هذا المعرض، وفق الآراء التي استقيناها من المنظمين، فرصة للمهتمين بالمجال الإبداعي لاكتشاف هذه الشخصية الأدبية والسياسية البارزة في السنوات الأخيرة، والتي طرحت الكثير من التساؤلات بسبب كتاباتها المثيرة للجدل ومواقفها السياسية ''المتضاربة''، وذلك منذ إعلانه تحوله عن معسكر الشيوعيين بعد دعمه الثورة الكوبية. ومهاجمة ''فيدال كاسترو''، وصولا إلى تأييده السياسات الأمريكية، ومباركته للغزو الأمريكي على العراق والتي تجلت بصورة واضحة من خلال المقالات السياسية التي كان يكتبها بشكل ''صريح'' قبل أن يتخلى عن دعمه للأمريكيين عند زيارته للعراق ويتراجع عن موقفه هذا فيما بعد. ويضم هذا المعرض الذي يترأسه ''ألونسو كويطو'' والمقام تحت شعار ''الحرية والحياة''، مجموعة من الصور التي ترصد حياة الكاتب وظروف نشأته الأولى في ''أريكيبا'' جنوب ''البيرو'' وسط عائلة أرستقراطية منحته لقب ''ماركيز''، وذلك قبل أن يتنازل عنه ويتمرد عن الحياة التي كان يعيشها مع والده ويلجأ إلى الكتب التي سمحت له بالعيش في عالم متكامل مليئ بالمغامرات التي يأبى الواقع منحها إياه. كما يضم المعرض مجموعة من الوثائق المخطوطة باليد وجداريه ترصد المسار الإبداعي الحافل لصاحب ''الواقعية السحرية'' في أدب أمريكا اللاتينية، وشريط ''فيديو'' يروي مسيرته الكاملة مع أبرز أعماله. وتركز أغلب الصور المعروضة على جانبين اثنين من حياة ''لوسا''؛ هما المجال الإبداعي الأدبي والسياسي، دون أن تغفل عن الحياة الشخصية الخاصة للكاتب فتعرض مسيرة المتوج بجائزة ''نوبل'' انطلاقا من بداياته الأولى في الحقل الإعلامي مع ''لاكرونيكا'' ومجلة ''ألميركيو بيراوانو'' والملحق الأسبوعي ليومية ''ألكوميرسيو''، إلى انتقاله لفرنسا والتحاقه كصحفي بالإذاعة والتلفزة ووكالة الأنباء بباريس، بالإضافة إلى صورة التقطت له من الحصة التلفزيونية ''برج بابل'' التي كان يقدمها في ''البيرو''. وأخرى خلال الرحلة التي قام بها إلى فلسطين والعراق ما بين سنوات 2003 و2008 كمراسل رفقة ابنته ''مورغانا''، أين كتب عنها ''ربورتاجات'' مطولة مؤكدا من خلالها كفاحه من أجل الحريات وعلاقاته القوية مع عصره ومشاركته في إبراز معالمه. ويمكن لزائر المعرض أن يجد أيضا بعض الصور من الأعمال المسرحية التي شارك ''لوسا'' في إخراجها على غرار ''الحقيقة عبر الكذب'' سنة 2005 و''أوديسيوس وبينوبوب'' في 2006 و''ألف ليلة وليلة'' في ,2008 حيث يؤكد الكاتب من خلالها ولعه بالفن الدرامي الذي يكرس مبدأ الحرية في استخدام الأزمنة التي يتبناها هو، إلى جانب صور جمعته مع شخصيات بارزة منها ''خوسي سرماجو'' و''أوكتافيو باز'' و''كارمن بالسالس'' و''لويس ميرو كيزادا'' و''جورج أمادو'' و''فيرناندو كارفالو'' و''أنطونيو نيوسارابيا''، إضافة إلى ''بلانكا فازيلا'' و''ألونسو كويتو'' و''جورج كورميخو بولار''.