تسببت استقالة البلديات من عملها "الروتيني" وتوجهها بشكل كامل إلى الانتخابات المحلية طبعة نوفمبر 2017، في بروز مشاكل عدة على مستوى المدارس الإبتدائية، خاصة وأن تسيير هذه المؤسسات يتبع بشكل مباشر المصالح البلدية. وقالت مصادر "البلاد"، إن العديد من البلديات لاتزال تتخبط في نقص وانعدام التدفئة بشكل كامل وهو الوضع الذي جعل مدراء هذه المؤسسات يرسلون تقارير دورية إلى الأمانات العامة للبلديات من أجل التدخل العاجل وتوفير التدفئة داخل حجرات الدراسة من خلال إصلاح المدافئ أو توفير مادة المازوت بالنسبة للمؤسسات المتواجدة في مناطق لايصلها الغاز الطبيعي، إلا أنه سجل تقاعسا وعدم التدخل الآني، الأمر الذي انعكس على التلاميذ والذين يضطرون إلى مزاولة دروسهم في حجرات دراسة هي أقرب إلى "الثلاجات"، وأضافت المصادر أن مدراء الابتدائيات وضعوا بعض جمعيات أولياء التلاميذ في الصورة وطالبوهم بالتحرك أيضا، خاصة وأن البلديات في جميع الولايات أضحت منشغلة بشكل كامل بمناسبة الانتخابات المحلية وتناست المهام الأخرى الموكلة لها. وحسب العديد من الأولياء في حديثهم ل "البلاد"، فإنهم أجبروا أبناءهم على الرجوع إلى المنازل نتيجة ما أسموه "فضيحة" وتلاعبا بصحة أطفالهم، لكون المدارس التعليمية المذكورة التي يزاول فيها أبناءهم الدراسة، وقفوا على أن العديد منهم لا تتوفر على التدفئة إلى حد الآن، في ظل موجة البرد المسجلة مؤخرا ووصول درجات الحرارة إلى مستويات دنيوية، مما جعل الأولياء يحتجون ويمنعون بالمرة أبناءهم من الالتحاق بحجرات الدراسة كحل اضطراري، مخافة تعرضهم إلى الأمراض التي يتسبب فيها البرد بالدرجة الأولى، خاصة الأنفلوانزا الموسمية التي تساعد برودة الجو على انتشارها بسرعة، وبعثت حادثة عدم وجود التدفئة داخل حجرات الدراسة بعديد المدارس الابتدائية، استياء الأولياء من عدم تحرك الجهات والمصالح المعنية على مستوى الولايات برغم طرح هذا الإشكال. وأكدت مصادر تربوية أخرى أن أكثر من مؤسسة تعليمية تعيش نفس وضعية غياب التدفئة، وهو الأمر الذي يهدد سلامة التلاميذ في مثل هذه الظروف، حيث يزاول الأطفال دروسهم في حجرات مجمدة، خاصة وأن المكيفات الهوائية لاتعمل وخارج نطاق الخدمة مما يجعلها موضوعة لل "الديكور" وفقط. وتساءل الأولياء والعديد من المتابعين هل يتم النظر إلى هذا الإشكال وتوفير التدفئة داخل الإبتدائيات عقب تنصيب "الأميار" والمجالس البلدية أم ماذا ؟؟، لكون توفير التدفئة بالابتدائيات من اختصاص البلديات وليس من اختصاص مديريات التربية. مع العلم أن الصراعات المندلعة قبل وأثناء محليات نوفمبر 2017، ساهمت بشكل أو بآخر في "نسيان" وضعية العديد من المدارس وعدم تزويدها بالمدافئ وكذا بمادة "المازوت"، فهل تتدخل مصالح الولايات وحث الأمانات العامة للبلديات على التدخل أم أن التدفئة داخل الإبتدائيات ستبقى مؤجلة إلى مابعد نتائج محليات نوفمبر 2017؟!