صاحب الكعبي الذهبي تناسى الأمور الفنية ودخل في صراعات "عقيمة" فقد المدرب الوطني، رابح ماجر، برودة أعصابه والإطار القانوني الذي ينظم ويؤطر مهنة التدريب في التعامل سواء مع الصحفيين أو حتى مع اللاعبين داخل المنتخبات والنوادي، فصاحب "الكعب الذهبي" الذي صال وجال في مختلف الميادين الأوروبية ويعرف جيدا معني الاحتراف، حاد عن الصف وعن الأعراف بعدما دخل في جدال مع أحد الصحفيين وبطريقة لا يتقبلها العقل، خاصة وأن مختلف مدربي العالم والمنتخبات معرضون في كل مرة للضغط والانتقادات وهو الأمر الذي لم يتحمله على ما يبدو المدرب الحالي وبات يلقي بالتهم على كل من يعارض تفكيره وطريقة لعبه.. والطامة الكبرى أن المنتخب الوطني سواء في مباراة نيجيريا أو إفريقيا الوسطى، لم يقنع فيهما ليس من حيث اللعب فقط، لكن أيضا من حيث الرسم التكتيكي. صحيح أن المدرب الوطني ليست بيده عصا سحرية لمعالجة كل الأمور السلبية في المنتخبات وترسبات الفترات السابقة، غير أن المدرب كان جديرا به التعامل بشكل جدي مع الوضع والتركيز فقط على النواحي الفنية للمنتخب وعدم الدخول في جدال عقيم سيكون هو الخاسر فيه الأكبر، فالمنتخب الوطني كثيرا ما شهد المشرفون عليه انتقادات واسعة بدليل ما حصل لحاليلوزيتش. رابح ماجر حول الندوات الصحفية لحلبة صراع يحاسب فيها كل من انتقده، بل أكثر من ذلك يلصق بهم تهم الموالاة لجهة معروفة تعمل ضده، فالمدرب لم يبتعد بعد عن خلافه مع "روراوة" والعشرية التي عاشها، في ظل رئيس الاتحادية السابق الذي "قطع عنه الماء والكهرباء" وهو ما دفعه للثأر من كل ما يعتبره رمزا للحقبة الماضية بما في ذلك الصحفيين وهو الأمر الذي سيبعد المدرب أكثر عن تركيزه لتصحيح الأمور الفنية والثغرات الكثيرة التي وقف عليها الجميع سواء في لقاء نيجيريا أو في موقعة إفريقيا الوسطى، بدليل الفراغات الكبيرة بين الخطوط الثلاث وعدم تواجد رابط بين الدفاع والوسط بالرغم من ضعف المنافس. الهفوات التكتيكية لا تزال قائمة.. وجمهور 5 جويلية يطالب ماجر بالرحيل وبقيت الهفوات التكتيكية بين مبارتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى قائمة، رغم الانتقادات التي لاحقت المدرب في مباراة قسنطينة الأخيرة، بيد أن رابح ماجر وطاقمه لم يغيروا شيئا في الأمر، بدليل أن وسط الميدان أول أمس كان شاغرا وأشبال المدرب سافوا وجدوا ضالتهم وهددوا المنتخب في عديد المرات، بل حتى تغييرات الطاقم الفني لم تكن موفقة وهو ما أثار سخط المناصرين الذين طالبوا برحيل المدرب عن المنتخب الوطني، معتبرين بقاءه لن يجدي نفعا وسيؤثر على مستقبل المنتخب الوطني. رابح ماجر: "رددت على من ينتقدني بثلاثية أمام إفريقيا الوسطى!" قال المدرب الوطني رابح ماجر إن الثلاثية التي فاز بها المنتخب أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، سترفع معنويات اللاعبين وتدفع الجميع للعمل في ظروف حسنة وجيدة نسبيا مقارنة بالضغوطات التي يمر بها المنتخب الوطني، مؤكدا في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء أن الفوز كان ردا على المنتقدين الذين كانوا ينتظرون تعثرا جديدا له حتى يفتحوا النار عليه "الفوز في مباراة ودية جيد بالنسبة لنا، خاصة بالنسبة للمعنويات، أقول إن الانتصار كان مستحقا وسيطرنا على الخصم بالطول والعرض وقدمنا درسا تكتيكيا فوق أرضية الميدان"، يقول المدرب الوطني الذي أضاف أن خيوط اللعبة التي تحاك ضده بدأت تتضح ولن يبقى مكتوف الأيدي للرد على من يعاتبه بطريقة مجانية. بالموازاة مع ذلك، أشار الناخب الوطني إلى أن عملا كبيرا لايزال في انتظار الخضر وسيعمل على تحسين الأمور في باقي الأسابيع، خاصة وأن عامل الوقت لم يكن في صالحه، بدليل أنه أشرف على الخضر في مدة عشرة أيام فقط وعلى الجميع أن يصبر عليه والطاقم الفني وعدم الزج بأمور شخصية في الانتقادات التي تخص المنتخب لأن ذلك سيضر بمستقل الخضر. محرز يدافع عن الناخب الوطني : "اتركوا ماجر يعمل بسلام" عبّر لاعب المنتخب الوطني الجزائري، رياض محرز، عن سعادته بالفوز الذي حققه رفقة الخضر على ضيفه من جمهورية إفريقيا الوسطى سهرة أول أمس، في اللقاء الودي الذي احتضنه ملعب 5 حويلية وعرف فوز محاربي الصحراء بثلاثية نظيفة. وأكد محرز في الندوة الصحفية التي نشطها عقب المواجهة بمعية الناخب الوطني رابح ماجر، أن هذا الفوز جاء في وقته رغم أنه بطابع ودي، إلا أنه مهم بالنسبة لهم كلاعبين من الناحية النفسية ولاسترجاع الثقة في أنفسهم من جديد. كما تطرق لعدة نقاط منها رحيل الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي تولى سابقا العارضة الفنية للخضر، مشيرا إلى أن التقني الفرنسي كان يقوم بعمل كبير وتراجع النتائج ليس له أي علاقة باستقالته، وقال "صحيح أن غوركوف مدرب جيد، لكن لم نكن مرتبطين به ولم يكن رحيله سببا في التراجع، بل كانت الهزائم هي السبب في ذلك"، وأضاف "يجب أن نترك الوقت من أجل تكوين مجموعة قادرة على التألق في كأس أمم إفريقيا المقبلة". كما أوضح خريج مدرسة لوهافر الفرنسية، أن العمل مع ماجر انطلق للتو ومنذ عشرة أيام، وعلى الجميع أن يترك المجموعة تعمل من اجل تكوين فريق قادر للذهاب بعيدا في "كان الكامرون 2019"، واستطرد "الآن نحن مع ماجر ونعمل جيدا منذ عشرة أيام، يجب أن نترك الوقت للجميع من أجل تكوين منتخب قوي وله القدرة على مجابهة الكبار في الكان".