كان لافتا الموقف الذي تبنته الدبلوماسية الجزائرية في اجتماع الجامعة العربية الذي جاء بناء على طلب سعودي لبحث التهديدات الإيرانية للمنطقة العربية بعد سقوط صاروخ بالسيتي من اليمن على الرياض ، وقد اتهمت إيران وحزب الله بمساعدة الحوثيين على اطلاقه . الخارجية الجزائرية يبدوا أنها تفهمت هذه المرة الهواجس السعودية ، ولم تتحفظ كما فعلت من قبل في اجتماعات مماثلة على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية ، خاصة في ظل المستجدات الراهنة وخطورة سقوط صاروخ على عاصمة دولة عربية بحجم السعودية التي تحتضن أيضا البقاع المقدسة للأمة الإسلامية ، وهو ما ينسجم مع تصريح كان الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال قد أطلقه من الرياض وقال فيه بكل وضوح أن الجزائريين مستعدون للموت من أجل الدفاع عن مكةالمكرمة . ويبدوا أن تمادي ايران في التدخل في الشؤون العربية خاصة في دول تعتبرها الجزائر شقيقة وصديقة مثل دول الخليج ، قد أثار امتعاض الجزائر التي ما فتئت تحارب على أراضيها مساعي نشر التشيع التي تقف أيضا طهران وراءها ، كما أن تقارب المواقف الجزائرية مع ايران في مقاربة الأزمة السورية لا يعني بالضرورة الموافقة على تصرفات طهران في الخليج العربي . هذا و قالت الجامعة العربية إن صواريخ إيران باتت تهدد عواصم عربية، وذلك خلال المؤتمر الصحافي في ختام المؤتمر الطارئ لاجتماع وزراء الخارجية العرب. وأكدت رئاسة الاجتماع الوزاري في الجامعة العربية على قيام إيران بنشر مجموعات إرهابية في دول عربية مختلفة، كما أشار البيان إلى حزب الله كمنظمة إرهابية. وقال البيان إن الدول العربية لن تعلن الحرب على إيران في المرحلة الراهنة، ولكنه شدد على تحديد آلية للتوجه لمجلس الأمن لوقف تدخلات إيران. وأشار البيان الختامي إلى أن وفد لبنان وافق على البيان، وتحفظ على بنود بشأن حزب الله. وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن إيران تسعى لتكون خنجرا في خاصرة المملكة العربية السعودية ودول الخليج. وقال إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثي واستهدف السعوية هو الحلقة الأخطر في سلسلة من التجاوزات والتخريب ونشر الفتنة التي تقوم بها إيران في المنطقة، وليس أمامنا إزاء ذلك سوى أن نسمي الأشياء بمسمياتها ونقول إن الصاروخ هو رسالة واضحة من إيران أنها تسعى لنشر التخريب والفتنة والكراهية ورسالة عدائية للمملكة والدول العربية بأسرها، وحان الوقت لتخليص المنطقة من العنف والطائفية التي تقوم إيران بنشرها في المنطقة. أنس ج