وصف بيان صادر عن اجتماع وزراء الداخلية العرب، الأربعاء، بتونس حزب الله اللبناني ب"الإرهابي" لأول مرة، وسط تحفظ من لبنانوالعراق، في الوقت الذي لم يرد إسم الجزائر ضمن الدول التي تحفظت على القرار. وأكد بيان المجلس "إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية". وأشار "تحفظ وفد جمهورية العراق على بعض فقرات الإعلان وأن وفد الجمهورية اللبنانية نأى بنفسه عن وصف حزب الله بالإرهابي". وقال بيان لمكتب وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عقب الاجتماع أنه "أدان تدخل حزب الله العسكري في الدول العربية، ووافق على البيان الختامي، لكنه اعترض فقط على وصف حزب الله بأنه إرهابي في المقررات، صونا لعمل المؤسسات الدستورية الباقية في البلد، وذلك بعدما تحفظ العراق ورفض المقررات، وبالتالي لم يكن هناك إجماع عربي". ولم يرد اسم الجزائر التي مثلها وزير الداخلية نور الدين بدوي، ضمن الدول التي تحفظت على وصف الحزب بالإرهابي رغم أنها تبنت سابقا، مواقف متحفظة بشأن عدة قرارات صادرة عن الجامعة العربية، كان مصدرها دول الخليج في سياق أحداث ما يسمى الربيع العربي مثل تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية. وتحتفظ الجزائر، عكس أغلب الدول العربية، أيضا بعلاقات طبيعية مع إيران وحلفائها في المنطقة مثل النظام السوري. وقالت قناة الميادين اللبنانية المحسوبة على تيار حزب الله أن الجزائر "امتنعت عن التصويت" على القرار. وأضافت البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، عن الاجتماع "غموضا أكبر" على الموقف الرسمي الجزائري من القرار، الذي اتخذه أغلب وزراء الداخلية العرب. وتجاهلت الوكالة "وصف حزب الله بالإرهابي" وكل الفقرات الواردة في البيان الختامي للمجلس والتي تتحدث عن ممارساته في سوريا ودول عربية أخرى. وأشارت فقط إلى أن البيان "شجب خطاب العنف والتطرف والتجييش الطائفي وأكد على اعتدال الإسلام وبعده عن الغلو والتطرف" وأدن المساس بالأنبياء والرسل والمقدسات الدينية السماوية". ويشار إلى أن قرار مجلس وزراء الداخلية العرب، جاء بعد ساعات من إعلان مجلس التعاون الخليجي حزب الله "منظمة ارهابية" وعزمه اتخاذ إجراءات بحقه وذلك في سياق تصاعد التوتر بين المملكة السعودية وإيران في المنطقة. ورد حزب الله على القرار على لسان رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين، الذي قال أن من يصنف حزبه "منظمة إرهابية"، يدين نفسه ومن يكيد المقاومة عليه أن يعيد النظر في حساباته ورهاناته الخاسرة، وأي جهة تعتدي على المقاومة وتعتبرها إرهابا، فإنها تدين نفسها وتفضح نواياها".