توجت روايتا ''القوس والفراشة'' للمغربي محمد الأشعري'' و''طوق الحمام'' للسعودية رجاء العالم، مناصفة، بجائزة ''البوكر'' للرواية العربية في دورتها لهذا العام، حيث وصف رئيس لجنة التحكيم والشاعر العراقي فاضل العزاوي هذا التتويج ب''المستحق'' كون العملين يتميزان ب''الروعة'' و''الجودة''، ويتناولان مشكلات مهمة وواقعية في منطقة الشرق الأوسط، انعكست في الفترة الأخيرة من خلال المظاهرات التي تشهدها العديد من البلدان العربية التي تطالب ب''التغيير والإصلاح السياسي والاجتماعي''. وتمكنت من دخول القائمة القصيرة لهذا العام كل من روايات ''معذبتي'' لوزير الثقافة المغربي بن سالم حميش و''صائد اليرقات'' للسوداني أمير تاج السر، و''بروكلين هايتس'' للمصرية ميرال الطحاوي و''رقصة شرقية'' لخالد البري من مصر. ويحصل كل من مؤلفي الأعمال الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، أما الفائزان فيقتسمان 50 ألف دولار أخرى، إضافة إلى حصولهما على عقود نشر لروايتيهما بالإنجليزية ولغات أخرى. وضمت لجنة التحكيم كلا من الناقدة البحرينية منيرة الفاضل، والناقد المغربي سعيد يقطين، والمترجمة الإيطالية ''إيزابيلا كاميرا دافليتو'' وهي أستاذة الأدب العربي المعاصر في كلية الدراسات الشرقية بجامعة روما، والشاعر الأردني أمجد ناصر الذي علق على نتائج الجائزة قائلا إنها ليست فرعا من الجامعة العربية حتى تراعي التمثيل العربي العادل، نافيا وقوع لجنة التحكيم ''تحت إرهاب الجغرافيا أو إرهاب الأسماء الكبيرة. أو إرهاب التابوهات الدينية والسياسية والاجتماعية''، مؤكدا أن المعيار الوحيد الذي وقفت أمامه اللجنة هو جودة الرواية بغض النظر عن اسم كاتبها وتاريخه وبلده وجنسه ودار النشر. وفي السياق ذاته، تتناول رواية ''القوس والفراشة'' قضيتي ''التطرف الديني والإرهاب'' من زاوية جديدة، وتستكشف تأثيرات الإرهاب على الحياة العائلية، من خلال قصة والد يساري يتلقى رسالة من تنظيم ''القاعدة'' تفيده بأن ابنه الذي يظنه يواصل دراسته في باريس ''استشهد'' في أفغانستان، بينما ترصد رواية ''طوق الحمام'' العديد من المظاهر الاجتماعية في مدينة مكةالمكرمة، ومختلف التطورات التي عرفتها على الصعيد الاجتماعي في السنوات الأخيرة، إلى جانب كشف ما تخفيه المدينة من عوالم سرية تنضوي على المظاهر السلبية في حياة البشر، وخلف ستارها كمدينة مقدسة تقبع مدينة عادية تحدث فيها الجرائم وتعاني من الفساد و''المافيا'' التي يقودها المقاولون الذين يدمرون المناطق التاريخية في المدينة، وبالتالي يقضون على روحها؛ وذلك فقط من أجل الكسب التجاري. من ناحية أخرى، كانت الرواية الجزائرية قد دخلت المنافسة في القائمة الطويلة هذا العام من خلال ''البيت الأندلسي'' لواسيني الأعرج لتستبعد لاحقا، وطرح هذا الأمر العديد من النقاشات هنا في الجزائر صبت كلها في التعبير عن التخوف من تراجع ''سمعة الرواية الجزائرية'' عربيا، خصوصا أن كل الروايات خرجت مبكرا من المنافسة ولم تتمكن أي واحدة من الدخول إلى القائمة القصيرة.