شدد، أمس، عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق للأفلان، على تحديد إطار مبادرته السياسية بجملة ضوابط وصفها ب''المنطلقات الأساسية'' التي تساعد على طرح القضية طرحا سليما دون الوقوع في التفسيرات التحكّمية لمواقفه وتصريحاته. وذكر مهري، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، أن المطالبة بتغيير نظام الحكم ليست تهمة موجهة ضد شخص أو حزب أو مؤسسة أو جيل بعينه، مضيفا أن مسعاه ليس معارضة تقليدية لمن يتولون مسؤوليات الحكم كما أنه ليس تصفية حسابات شخصية مع أي كان. أكد مهري أن تغيير نظام الحكم اليوم أضحى قضية وطنية كبرى يجب أن تعالج بمنتهى الصراحة والشفافية، وهي في حاجة إلى طرح موضوعي شامل وعميق بعيدا عن المزايدات اللفظية أو المجاملات والمسايرة، على حد تعبيره، مضيفا أن توجيهه رسالة مفتوحة للرئيس بوتفليقة تندرج في سياق ما يتطلبه مسار تغيير نظام الحكم الذي يستجيب بالطرق السلمية لرغبات الشعب الحقيقية، وهو المسار الذي قال إنه لن يكون إلا نتيجة جهود تشترك فيها كل القوى السياسية والكفاءات الشعبية في الجزائر، وأكد مهري أن البلاد تحتاج اليوم وبشكل عاجل إلى الشروع في تقييم نقدي وموضوعي لمسيرة السلطة منذ الاستقلال، وهو التقييم الذي رفض مهري أن يحصره في المقابلات الثنائية، مفضلا الدعوة إلى ندوة وطنية يفسح فيها المجال لكل المبادرات لتفصح عن نفسها وبالأخص المهمشة منها بفعل الإقصاء منذ الانفتاح السياسي. فيما أكد المتحدث أن مقترحه ليس وصفة سحرية بقدر ما هو دعوة إلى تنظيم مؤتمر وطني لنقاش جاد نقدي وموضوعي بعيدا عن المحاباة والمسايرة والتزلف من أجل صياغة جزائر قادرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. وأبدى مهري بهذا الخصوص اعتراضه على صيغة إسقاط نظام الحكم مشددا على أن مسعاه يندرج في إطار تغيير نظام الحكم بعيدا عن شكليات تغيير الأشخاص وباتفاق الجميع. وبخصوص صدى رسالته الأخيرة التي وجهها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قال إنه لم يوجهها ليتلقى ردا عليها بقدر ما كان يأمل في أن تلقى استجابة من خلال التغيير على الأرض، قائلا ''لحد الآن لا توجد علامات ظاهرة على الاستجابة لمضمون الرسالة في مجموعها''. وبشكل ضمني نفى مهري وجود أي تنسيق أو اتفاق مسبق بينه وبين زعيم الأفافاس حسين آيت أحمد بخصوص المبادرة المذكورة، وأبدى امتعاضه من محاولات تصنيف مسعاه في خانة مسعى ''سانت إيجيدو'' كما كتب بعض الإعلاميين مؤخرا، مشيرا إلى استيائه من محاولة الزج به في منطق اتفاق البعض مع البعض ضد البعض، وهو المبدأ الذي يرفضه كما قال.