عاد مجددا الجدل المتعلق بأرشيف ثورة التحرير إلى الواجهة خلال ندوة وطنية حول ''جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر''، حيث ركزت مداخلات المشاركين على ضرورة استرجاع الأرشيف الجزائري الذي لا يزال موجودا لدى فرنسا· وخرجت الندوة التي نظمت تحت شعار ''الثورة الجزائرية·· إرادة، انتصار ووفاء'' واختتمت أول أمس بالعاصمة، بإصدار عدد من التوصيات دعت إلى العمل على استرجاع أرشيف الثورة التحريرية المتواجد على مستوى العديد من البلدان في الخارج، بالإضافة إلى إنشاء لجنة وطنية تتكفل بعملية المتابعة والتنسيق بين ''القوى الوطنية'' من أجل الحفاظ على ذاكرة الثورة التحريرية· وشدد المشاركون على ضرورة تشجيع كتابة تاريخ الثورة، وذلك بفتح المجال أمام الباحثين والمختصين لتسجيل أطروحاتهم في مجال تاريخ الثورة، مؤكدين في نفس الوقت على مواصلة عملية جمع شهادات المجاهدين حول ما عايشوه من أحداث في الثورة التحريرية· كما تمت دعوة وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي من خلال المؤسسات التربوية والمعاهد والجامعات، إلى وضع برامج خاصة لتدريس تاريخ الثورة وتضحيات صانعيها، ورفع معامل مادة التاريخ في كل المستويات· كما دعت التوصيات أيضا إلى تشجيع تأسيس الجمعيات ذات الطابع التاريخي والثقافي، وتسهيل اعتمادها ودعمها بالعمل على إبراز محاور تخص الثورة الجزائرية· وأوصت الندوة بإعداد مجلة دورية تتناول مواضيع تخص الثورة الجزائرية من أجل الرد على مزاعم فرنسا بشأن تزييف التاريخ، وتوعية الشباب وربطه بمبادئ وقيم الثورة التحريرية·من ناحية أخرى، لا تزال السلطات الفرنسية ترفض تسليم الأرشيف الجزائري المسلوب منذ عام 1830 وتعتبره ''أرشيفا فرنسيا لأن الجزائر كانت مستعمرة فرنسية''· واستولت السلطات الاستعمارية على كامل هذا الأرشيف خلال فترة تواجدها بالبلاد التي امتدت من 1830 إلى ,1962 بينما وقعت الجزائر مع فرنسا في سنة 2009 بباريس، على اتفاقية تدعو لتسليم نسخ من الأرشيف في المرحلة الأولى ريثما يتم التفاهم حول استرجاع كامل الأرشيف الجزائري، غير أن هذه الاتفاقية لم يشرع في تطبيقها إلى غاية الآن لأسباب عديدة ربطها المتتبعون ب''الموقف الفرنسي الذي لا يقف على أساس''·