رحل، اليوم الأحد، الأكاديمي الفذّ د. شريبط أحمد شريبط إثر صراع مع المرض، لتفقد الجزائر ناقدا كبيرا جمع قبل 6 سنوات القصائد التي كُتبت حول المجاهدة الرمز جميلة بوحيرد. ذكر إدريس بوذيبة مدير الثقافة لولاية عنابة، إنّ شريبط (61 عاماً) قضى بمستشفى ابن سيناء في عاصمة بونة. وترك شريبط إرثا نفيسا تنوّع بين القصة والنقد والمنشورات، ولطالما أثرى الساحة الثقافية والأدبية الوطنية، وكان الراحل أستاذا في كلية اللغة والأدب العربي بجامعة باجي مختار في عنابة. وسبق للفقيد أن أصدر عام 2012 كتاب "جميلة بوحيرد"، جمع فيه 42 قصيدة لأشهر شعراء العصر الحديث على غرار: المصري صلاح عبد الصبور وقصيدة "جميلة علم وهران"، نازك الملائكة في قصيدة "وجميلة"، السوري سليمان العيسى بقصيدة "جميلة بوحيرد"، والعراقي بدر شاكر السياب في قصيدة "إلى أختي جميلة". شريبط الذي وُلد بقرية عين قشرة بولاية سكيكدة، نشر كتابا آخر حول "القصة الجزائرية" وثالث حول الأديبة الجزائرية الراحلة زليخة سعودي، كما نشر عدة مقالات في صحف ومجلات جزائرية وأخرى عربية، وكتابات أدبية أسهمت في إثراء التحولات الثقافية في الجزائر . وووري جثمان الفقيد الثرى بعد صلاة عصر الأحد بمقبرة سيدي حرب في مدينة عنابة. وبهذه المناسبة الأليمة، عبّر عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، عن بالغ الحزن والأسى إثر تلقي نبأ وفاة المغفور له، وتقدّم الوزير بأخلص التعازي والمواساة الأخوية الصادقة إلى عائلة الفقيد وإلى الأسرة الثقافية والجامعية وأهالي عنابة إثر فقد أحد أبنائها البررة. وتابع ميهوبي في بيان حصل عليه "البلاد نت": "عاش شريبط للفكر والأدب ومات مخلصا للرّسالة النبيلة في تبليغ العلم والمعرفة والسمو بهما حيث ساهم بشكل كبير في إثراء المشهد الثقافي داخل الوطن وخارجه، من خلال مؤلفاته العديدة حول الأدب الجزائري وخاصة ما تعلّق بالقصّة الجزائرية المعاصرة، وكان له الفضل الكبير في إصدار معجم النقاد العرب الذي يعدّ مرجعا أساسيا للكثير من الأدباء والباحثين، فضلا عن حضور الدائم في مختلف الفعاليات الأدبية وطنيا وعربيا". وانتهى الوزير: "ولعلّ ما يحسب للفقيد العزيز أنّه منذ أكثر من عشرين عامًا، وهو يكتب دون توقّف رغم المرض المزمن الذي لم يحل دون مواصلته التأليف والبحث". رحم الله فقيد المعرفة والعطاء ولروحه كل الامتنان والوفاء والتقدير والعرفان. وتغمّد الله الفقيد بشآبيب رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان. إنّ الله سميع مجيب الدعاء.