3 آلاف جزائري طردوا من فرنسا خلال 2017 لدواع "أمنية" أحصت وزارة الداخلية الفرنسية أزيد من 10 آلاف جزائري مقيم بطريقة غير شرعية بينهم 483 قاصر. وتستعد الحكومة الفرنسية لاتخاذ إجراءات الطرد في حق هؤلاء بالتنسيق مع السلطات الجزائرية، موازاة مع تشكيل لجنة فرنسية تشتغل على إعداد مسودة مقترحات تحسبا للقيام بتعديل جديد لقانون الهجرة، الذي يوصف أصلا ب«المتشدّد" في وجه المهاجرين وطالبي اللجوء بالأراضي الفرنسية. وجاء في إحصائية رسمية ترتيب لعدد المهاجرين المطرودين نحو بلدانهم الأصلية، بدعوى الإقامة غير الشرعية، أو عدم مطابقة وضعيتهم على الأراضي الفرنسية مع الإجراءات المتضمنة في قانون الهجرة. وتشير الإحصائية إلى وجود الجزائريين في المرتبة الأولى من حيث عدد المطرودين من جنسيات عربية، وبالتالي المرتبة الثانية في القائمة عقب رومانيا كدولة أوروبية. وتكشف الإحصائية أن باريس طردت 3072 جزائري طيلة عام 2017 بين مقيمين بطريقة غير شرعية، أو حاولوا تكييف وضعيتهم مع قانون الهجرة الجديد ورفضت طلباتهم. ويحتل المهاجرون من رومانيا المرتبة الأولى من حيث عدد الذين رفضت ملفاتهم، وقدر عدد المرحلين لرومانيا 7842، وجاء المغاربة في الدرجة الثالثة ب2734 مطرود، والتونسيون ب1562 طردوا نحو تونس، ثم الأتراك ب1546 والهند ب1743 وبلغاريا ب1046 وفي مرتبة أقل الصينيون ب833.، والملاحظ أن تكتما رسميا جزائريا أحاط بملفات الطرد التي تمت طيلة عام2017، كما لم يتم إعلان شكاوى ضد قرارات الطرد الكثيرة التي صدرت. وفي العادة كانت باريس تعلن طرد جزائريين لدواع تصفها ‘'بالأمنية''، إلا أن الرقم المشار إليه يتعلق بحالات لا تتطابق مع إجراءات الهجرة. ويسجل آخر تقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا، تناقص عدد المهاجرين الجزائريين بمعدل 26 بالمائة سنويا منذ سنة 2009، عكس الارتفاع المسجل لدى باقي المهاجرين المغاربيين، لكن نسبة المهاجرين الجزائريين لا تزال تحتل المرتبة الثانية بنسبة 7 بالمائة من مجموع المهاجرين إلى فرنسا سنة 2012، في حين يشكل المهاجرون البرتغاليون النسبة الأكبر ب8 بالمائة، غير أن اليمين المتطرف يعتبر هذه النسب مغالطة ولا تعكس الواقع، لأن أغلب المهاجرين في اعتقادهم قد حصلوا على الجنسية الفرنسية، ولا يجري عدهم في هذه الإحصاءات. إلى ذلك أكد تقرير لوكالة حماية الحدود الأوروبية وصول 8355 حراڤ جزائري إلى الأراضي الأوروبية خلال السنة الماضية، ليحتلوا بذلك المرتبة التاسعة من ضمن عشرة جنسيات أغلبها عربية، لكن التقرير أبرز أن دخول الجزائريين سريا عبر نقاط العبور الحدودية المبلغ عنها في أوروبا، لا تتعدى 77 حالة. ومقارنة مع العام 2016، أشار تقرير وكالة "فرونتكس"، إلى أن الجزائريين يتصدرون قائمة الجنسيات التي تحصل على تأشيرة "شنغن" لدخول أوروبا من صنف الإقامة القصيرة، حيث بلغ العدد خلال السنة الماضية، 430 ألف تأشيرة، تلتها المغرب بنحو 370 ألف، ثم مصر وتونس بقرابة 150 ألف تأشيرة. وبمقابل العدد الكبير لتأشيرات "شنغن" من صنف الإقامة القصيرة التي منحت للجزائريين، فإن عدد التأشيرات المرفوضة كان هو الآخر جدا معتبر، حيث بلغ نحو27 بالمائة، وهي النسبة الأعلى مقارنة بباقي الدول. وأكدت وكالة حماية الحدود الأوروبية زيادة المهاجرين العابرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وعبر ليبيا، في ظل تراجع الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للقارة الأوروبية للنصف تقريبا، وأوضحت أن ثلاثة من كل أربعة مهاجرين عبروا البحر المتوسط العام الماضي، انطلقوا من داخل ليبيا، حيث عبر نحو 51 ألفا من ليبيا، مقابل ثمانية آلاف مهاجر عبروا من شرق البحر المتوسط، ونحو ألفي مهاجر وصل أوروبا قادمًا من غرب البحر المتوسط، إلى جانب زيادة المهاجرين العابرين من مصر إلى نسبة 14 بالمئة وأعداد قليلة من تونس والجزائر.