الأذرع المالية السرية ل "داعش"، "القاعدة" و"بوكوحرام" تحت المجهر يبحث خبراء أمنيون ودبلوماسيون يمثلون البلدان الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومندوبي دول الاتحاد الإفريقي ومنظمات دولية وإقليمية تنشط في مجال مكافحة الإرهاب، ابتداء من الإثنين وعلى مدار يومين بالجزائر العاصمة، إشكالية التصدّي لتمويل التنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية، خاصة بمنطقة الساحل. ومن المنتظر أن يركز المؤتمر الدولي من خلال الورشات المبرمجة حول التحديات المستجدة في مجال تمويل الإرهاب وتبييض الأموال. كما يستعرض الخبراء الأذرع المالية السرية التي تتغذّى منها تنظيمات "داعش" و«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و«بوكوحرام" والكتائب الإرهابية المنضوية تحت لوائها. في هذا الخصوص، صرح الوزير مساهل أن "هذه الندوة تكتسي أهمية قصوى في الظرف الحالي حتى تكون لنا مواقف إفريقية ونحاول تبادل الآراء حول تشريعات بلداننا وتحديد دور مؤسساتنا التي تكافح تبييض الأموال والتهريب بكافة أشكاله". وأبرز وزير الشؤون الخارجية "ضرورة العمل سويا على تجفيف مختلف مصادر تمويل الإرهاب في القارة الإفريقية ومن بين هذه المصادر اختطاف رهائن مقابل فديات والجريمة المنظمة العابرة للأوطان بجميع أشكالها والاستغلال المثمر اليوم لشبكات الهجرة غير الشرعية والأسلحة والمخدرات والهيروين وخاصة الحشيش والمتاجرة بالأشخاص وتبييض الأموال التي تدر أرباحا طائلة تسمح للجماعات الإرهابية بالتوفر على إمكانيات مالية هامة للتمويل ومواصلة وتوسيع نشاطها الإجرامي إلى بلدان أخرى". وبهذه المناسبة، سيناقش المشاركون التحديات الحقيقية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب إضافة إلى مواضيع راهنة عديدة في افريقيا مثل تجفيف مصادر التطرف العنيف والإرهاب والعلاقة بين المتاجرة بالمخدرات والأسلحة والبشر بظاهرة الإرهاب. ويندرج هذا الاجتماع في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والقضاء على مصادره من جهة وتعزيز التنسيق والتشاور بين البلدان الإفريقية حول القضايا الأمنية على غرار مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف والمتاجرة بالأشخاص والمخدرات والتهريب من جهة أخرى. وفي إطار مكافحة هذه الظاهرة، عقد شهر فيفري المنصرم بالجزائر لقاء بين مساهل والمنسقة المساعدة المكلفة بمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الامريكية، السيدة ألينا رومانوفسكي . وخلال هذا اللقاء ناقش الطرفان الوضع الأمني بالمنطقة كما تبادلا وجهات النظر حول وضعية التعاون الثنائي. وقد أعربت كل من الجزائر والولايات المتحدة عن اهتمامهما البالغ بتطوير تبادل الخبرات أكثر وتعزيز التعاون في مجال التصدي للتطرف وتدعيم الأعمال الرامية الى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب العديدة". من جهة أخرى، أكد مساهل بواشنطن خلال شهر نوفمبر المنصرم خلال اجتماع وزاري حول الأمن في افريقيا مع كاتب الدولة الامريكي السابق ريكس تيلرسون أن نجاح عملية المكافحة العسكرية والامنية للارهاب يقتضي وجود سياسات وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية ودينية وبرامج أخرى تأخذ في الحسبان مختلف الفئات الهشة في المجتمع التي تستغلها الدعاية الارهابية بشكل مكثف. وفي هذا الإطار، تطرق الوزير إلى وضع سياسة عميقة للتصدي إلى التطرف والوقاية منه بهدف القضاء على العوامل التي قد ينجم عنها تهميش أوتزويد التطرف والعنف في المجتمع. وفي إطار الجهود التي تبذلها الجزائر تم تنظيم عدة ندوات واجتماعات على غرار الندوة الرفيعة المستوى حول الإرهاب التي نظمت مناصفة مع الاتحاد الافريقي بوهران في ديسمبر الماضي والتي عرفت مشاركة عدة بلدان افريقية. ومن جهة أخرى، شدد مساهل خلال اجتماع المنتدى العالمي حول مكافحة الإرهاب بغرب افريقيا والذي انعقد في أكتوبر الماضي بالجزائر على ضرورة العمل معا من أجل تجفيف مختلف مصادر تمويل الإرهاب لاسيما احتجاز رهائن مقابل فديات والجريمة المنظمة العابرة للأوطان بمختلف أشكالها والمتاجرة بالبشر اضافة إلى تبييض الأموال.