اختناق مروري عبر مداخل العاصمة كشفت مياه الأمطار الطوفانية التي تهاطلت عبر عدة ولاية من الوطن، في انهيار منشآت على غرار جسر في واد العلايق وجسر بولاية البويرة وفيضان وادي الشفة. وفضحت السيول الجارفة سياسة "البريكولاج" في عملية الانجاز التي لم تصمد أمام كميات من الامطار الموسمية وكان الانهيار مصيرها. وشهدت أمس مختلف ولايات الوطن، حوادث وكوارث طبيعية بسبب الامطار والرياح والسيول القوية التي خلفت 4 قتلى، إضافة إلى انهيارات وتسربات وفيضانات، تسببت في خسائر مادية معتبرة، خاصة في ولايات باتنة، البليدة، المدية، تيبازة، تسمسيلت، الجلفة والعاصمة. وعرفت الطرقات والمحاور الوطنية والولائية حالة كارثية جراء الاختناق المروري من جهة وامتلائها بالمياه من جهة اخرى. وسجلت مصالح الحماية المدنية خلال 24 ساعة الاخيرة، 2638 تدخلا عبر مختلف ولايات الوطن، جراء سوء الأحوال الجوية التي تسببت في مقتل شخصين في حادث مرور في ولاية غرداية، إضافة إلى وفاة طفل في مستغانم ورجل في جيجل، بسبب حوادث المرور التي سببتها سوء الرؤيا على مستوى الطرقات وتم إنقاذ عدد كبير من المواطنين الذين حاصرهم ارتفاع منسوب المياه في سياراتهم على مستوى ولايات باتنة، الجلفة وتسمسيلت كما تم انتشال جثة طفل بالمدية جرفته مياه الوادي. إنقاذ 8 أشخاص من الموت حاصرتهم الفيضانات بباتنة سجلت ولاية باتنة، عديد الكوارث في شكل فيضانات وانهيارات وتسرب للمياه بالبنايات والمحلات التجارية، كما تم إنقاذ 8 أشخاص كانوا محاصرين بسبب ارتفاع منسوب المياه وذلك، حسب ما أكدته المديرية العامة للحماية المدنية. وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها عديد المناطق بولاية باتنة على مدار الساعتين من الزمن أغرقت الشوارع وتسببت في فوضى كبيرة بالمدينة وجرفت السيارات، حيث بلغ منسوب المياه في بعض الشوارع قرابة المتر، مما تسببت فى كارثة بأتم معنى الكلمة، حيث بقى مئات المواطنين عالقين داخل مركباتهم. فيما بقي آخرون محاصرون داخل مكاتب عملهم وعلى حواف الطرقات وحتى داخل مساكنهم بعد تحول جل الطرقات إلى مسابح نتيجة انسداد بالوعات الصرف بعد تحول الطرق الرئيسية والفرعية بمدينة باتنة إلى وديان جارية من مياه الامطار والبرد، مما صعب كثيرا حركة التنقل والسير سواء السيارات والحافلات أو الراجلين وحول منظر المدينة إلى بحيرة وهى الامطار التى كشفت عيوب الانجاز فى مشاريع الطرق والتهيئة العمرانية التى تضخ لها سنويا المليارات دون أن تستجيب للحد الادنى من الشروط المتفق عليها. كما عرفت عديد الاحياء بباتنة حى 1020 مسكن طريق تازولت ووسط المدينة طريق بسكرة وغيرها تحولت إلى بحيرات كبيرة يستحيل تجاوزها. كما تسبب الوادى المغطى بحي 5 جويلية فى كارثة حقيقية فبعد أن انجز من اجل تسهيل حركة المياه والصرف تسبب فى تفاقم مشكلة الامطار المتساقطة فوقه، إذ اصبح مكانا لتجمع المياه وهو المشكل الذى يطرح السؤال حول طريقة وضع مخطط جماية المدينة من الفيضانات وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية في العديد من الأحياء لإجلاء السكان العالقين. وتسببت الأمطار الغزيرة أيضا مساء أمس في قطع الطريق الرابط بلدية بيطام بمشتة اولاد عيش ببريكة كما سجلت بعدة مناطق بالولاية أيضا أمطار غزيرة في الفترة نفسها. ثلاثة حوادث مرور مميتة تخلف 4 قتلى أحصت أمس، مصالح الحماية المدنية منذ 24 ساعة الماضية ما يزيد عن 3 حوادث مرور مميتة تسببت في قتل 4 اشخاص وإصابة آخرين بجروح تم نقلهم إلى المستشفيات بعين المكان. انهيار جسر بواد "العلايق" في البليدة وشلل بالطريق الوطني رقم 1 وخلفت الأمطار تساقط بنايات وإغراق طرقات وانهيار جسر بواد العلايڤ، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه بالبليدة إلى سقوط جسر شفة المتواجد بالطريق الوطني رقم 4 الرابط بين موزاية ووادي العلايق بالقرب من حي خمس نخلات وهذا نتيجة تهاطل كميات كبيرة من الأمطار أدت إلى فيضان وادي شفة، حيث غمرت مياه الأمطار كافة الجسر حديث النشأة، مما تسبب في شل حركة المرور، الأمر الذي دفع بالسائقين للعودة أدراجهم واستعمال طرق اجتنابية أخرى للتنقل بين بلديتي موزاية ووادي العلايڤ. كما تسربت مياه الأمطار للحقول المجاورة ما صعب على الفلاحين مزاولة نشاطهم والاكتفاء بحفر مجاري لتسريب المياه المكدسة على مستوى الحقول. في حين لم تسجل أي خسائر بشرية، حسب مصالح الحماية المدنية بالولاية. من جهة اخرى، ادت موجة تساقط الأمطار التي عرفتها ولاية البليدة منذ الجمعة الفارط، إلى قطع الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين البليدة والمدية بسبب ارتفاع منسوب مياه وادي الشفة، الأمر الذي تسبب في عرقلة حركة المرور التي دامت عدة ساعات أجبرت بعض السائقين على استعمال الطريق الرابط بين المدية وبومدفع للوصول إلى البليدة. كما تسببت الأمطار في سقوط بعض الصخور والحجارة مما أدى إلى قطع الطريق الامر الذي دفع مصالح مديرية الأشغال العمومية إلى استعمال جرافات من أجل إزالة تلك الصخور وإعادة فتح الطريق أمام السائقين. وتسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على العاصمة في انهيار بناية ببلدية الجزائر الوسطى في قلب العاصمة، حيث قضت بعض العائلات ليلتها في العراء. ويتعلق الأمر بانهيار بناية بشارع الاخوة بليلي رقم 30 نتيجة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الجزائر. وعرفت مختلف مداخل العاصمة اختناق وقطع العديد من الطرق الرئيسية والمحاور المؤدية إليها، على غرار طريق القبة، الحامة وطريق الميناء، حيث كانت الحركة شبه متوقفة، زيادة على ذلك طرق بلديات خرايسية، شاتوناف ببن عكنون، شوفالي، الطريق الرابط بين شراڤة وبوشاوي، حيث عرف طريق كالم، اكتظاظا كبيرا للسيارات بسبب قطع الطريق، طريق قهوة " الشرقي"، دنيا بارك، بابا حسن ودالي ابراهيم وبالتحديد في منطقة "عين الله إلى جانب طرق يسر، الشفة والمدية. وفي وقت سابق، حذرت نشرية خاصة من استمرار تساقط الأمطار الغزيزة المصحوبة بالرياح على الولايات الوسطى والشرقية للوطن الشلف، عين الدفلى، تيبازة، الجزائر العاصمة، البليدة، المدية، بومرداس وتيزي وزو. وستستمر الأمطار في التساقط بولايات بجاية، جيجل، سكيكدة، شمال برج بوعريريج، سطيف، ميلة، قسنطينة وڤالمة إلى غاية الثالثة وتتعدى كمية الامطار المتوقعة 40 ملم محليا. وستستمر بالتساقط في ولايتي باتنة وأم البواقي، وكمية الأمطار المتوقعة ستتعدى ال 40 ملم محليا. انهيار الجسر يحرم تلاميذ قرية "الزوايكية" بالبويرة من الدراسة تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مختلف بلديات ولاية البويرة خلال ال48 ساعة الأخيرة في انهيار الجسر الذي يربط قرية الزوايكية التابعة لبلدية عين الحجر بالبلدية مركز الأمر الذي حرم تلاميذ القرية من الالتحاق بمقاعد الدراسة. انهيار الجسر الذي تم إنجازه مؤخرا جعل السكان يعيشون خطرا حقيقيا يهدد حياتهم وحياة فلذات أكبادهم، حيث تحول المكان إلى بركة مائية كبيرة يصعب المرور بمحاذاتها، ومن خلال الجولة التي قادت يومية البلاد إلى عين مكان، تفاجأنا بانهيار الجسر الذي صرفت عليه أموالا معتبرة من خزينة الولاية ليجد سكان القرية وحتى القرى المجاورة لها أنفسهم مجبرين على قطع وادي قارص، رغم خطر الغرق، خاصة بالنسبة لتلاميذ المؤسسات التربوية الذين يعبرون المكان يوميا للالتحاق بابتدائية علي محاد التابعة لبلدية عين الحجر رغم أن أعمارهم لا تتعدى 10 سنوات وعبر لنا أولياء هؤلاء التلاميذ عن سخطهم واستيائهم خاصة وأن المقاولة المكلفة بأشغال إنجاز هذا الجسر لم تحترم المعايير المعمول بها والمتفق عليها في دفتر الشروط الخاص بإنجاز هذا الجسر، الأمر الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على كل المواطنين سواء بالنسبة للراجلين أو حتى أصحاب المركبات. مياه الأمطار تُغرق مدرسة ابتدائية في الجلفة دخل تلاميذ إبتدائية أوباح المداني المتواجدة بحي قرية أولاد عبيد الله بعاصمة ولاية الجلفة، في عطلة إجبارية عن الدراسة، حيث تفاجأوا صباحا بعدم مقدرتهم على ولوج المؤسسة التربوية المذكورة على خلفية وجود بركة مائية كبيرة توسطت ساحة المؤسسة بشكل كامل، وهو الوضع الذي أدى إلى تخلف التلاميذ مضطرين عن مقاعد الدراسة. وتشير مصادر "البلاد"، إلى أن المؤسسة التربوية المذكورة لم يتم تزويدها ببالوعات سيول الأمطار وسط الساحة وهو الوضع الذي أدى إلى تجمع مياه الأمطار والسيول وسط الساحة والتي ظهرت وكأنها مسبح، خاصة وأن السيول احتلت كل الساحة انطلاقا من مدخل المؤسسة إلى غاية حجرات الدراسة وهو الوضع المسجل أيضا ببعض المؤسسات التربوية في عديد البلديات. وشهدت مدينة الجلفة، تساقطا معتبرا للأمطار، مما أدخل العديد من الأحياء السكنية في أزمة تنقل، حيث أتت السيول على بعض الطرقات والأرصفة والمنجزة في أوقات سابقة دون اتباع المواصفات التقنية المعمول بها، حيث ظهرت العديد من التشققات والحفر في عدد من المناطق، وحولت السيول العديد من الشوارع والأحياء السكنية بعاصمة الولاية إلى برك كبيرة، فضحت العديد من نقاط "بريكولاج" الطرق. وتؤكد المعاينات الميدانية ل "البلاد"، أن غالبية الأحياء السكنية، تحولت إلى مسابح بفعل عدم فاعلية بالوعات مياه السيول أو عدم وجودها في العديد من الطرقات من الأساس، مثلما حدث بحي الإطارات و5 جويلية المتواجدين بجوار مقر الولاية والزحاف وبوتريفيس و100 دار وغيرهم. ويحصي السكان العديد من الحفر العميقة بحي بوتريفيس و05 جويلية بإمكانها إبتلاع عجلات السيارات بشكل عادي. وفي السياق نفسه عاينت "البلاد" أكثر من نقطة سوداء، خاصة على مستوى الطريق الجديد الذي يربط حي الوئام بحي شعباني والذي غمرته المياه وعرقل حركة المرور وتشكلت به حفرة عميقة، الأمر الذي أدى إلى قطعه في وجه حركة المرور بشكل كامل، والثابت أن السيول فضحت تنمية الطرق والأرصفة والتي تضررت بشكل كامل وإزدادت تحفرا وفي الأصل محفورة. توقعات بتحسن حالة الجو بداية من الغد تتوقع مصالح الأرصاد الجوية تحسنا تدريجيا في أحوال الطقس بداية من الثلاثاء، مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة. وحسب ما كشف عنه الديوان الوطني للأرصاد الجوية، فإن حالة الطقس ستشهد استقرارا تدريجيا بداية من يوم غد. وستعرف درجات الحرارة تحسنا نوعا ما، حيث تقارب 22 درجة بصفة عامة كما تسجل 26 درجة على المدن الداخلية الغربية للوطن يوم الأربعاء.