ردت الداخلية بصرامة على الحملة الغربية الشعواء ضد الجزائر , حيال ملف المهاجرين الأفارقة، حيث أوضحت أن الجزائر تتعامل مع عمليات نقل لسكان دول كاملة الى أراضيها مؤكدة أن الولايات الحدودية لن تكون "لامبيدوزا" إفريقيا في اشارة الى أكبر معتقل للمهاجرين في اوروبا . و لمحت الداخلية على لسان المدير المكلف بالهجرة بوزارة الداخلية حسان قاسيمي ان الجزائر لن تقبل هذه الضغوط التي هي جزء من مساومات تهدف الى جرها نحو التدخل عسكريا في شؤون دول الجوار . حيث و في إشارة غير مباشرة لأسباب الحملة الغربية قال قاسيمي أن الجزائر تتعرض لمساومات غير مقبولة فيما يتعلق بالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول أو التدخل العسكري الذي ظهرت نتائجه الكارثية في ليبيا ومالي وما نجم عنه من انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة والصراعات العرقية وهو ما تعمل الجزائر لحله بالطرق السلمية والسياسية بالتنسيق مع دول الجوار معتبرا ان تلك الحملات الإعلامية المدروسة تهدف للضغط على الجزائر وفرض مخططات لا تتماشى ومصالح الجزائر واستغرب المتحدث كيف تتجاهل تلك الوسائل آلاف الأفارقة الذين يموتون في السواحل الأوروبية في حين يتم التطرق الى الجزائر التي لم يسجل فيها اي حالة وفاة. و نبه قاسيمي الذي كان يتحدث في الإذاعة الوطنية اليوم ان ما يحدث ليس مجرد موجات للهجرة غير الشرعية وإنما عملية " نقل لسكان" دول كاملة نحو الجزائر و إن السلطات تنبهت في السنوات الأخيرة الى وجود تحول ديموغرافي في بعض المدن الجنوبية على غير غرار بلدية برج الحواس أين فاق عدد المهاجرين الأفارقة عدد السكان بكثير. و للإشارة، رفضت الجزائر المشاركة في "تحالف الساحل" وهو قوة تدخل عسكرية لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي انشئتها فرنسا، وتضم 5 دول بالمنطقة هي مالي والنيجر وموريتانيا وتشاد وبوركينافاسو , ولكن كثيرا من التحليلات ربطت نجاح هذه القوة التي تريد منها فرنسا ان تعوض وجودها العسكري في المنطقة وتقليص خسائرها المادية بمشاركة الجزائر صاحبة الثقل العسكري والخبرة في مكافحة الإرهاب بصورة هي اقرب ان تفهم على ان الأوروبيون شمالا يريدون من الجزائر ان تلعب دور الدركي لحماية مصالحهم في المنطقة وهم يلعبون على ورقة المهاجرين الافارقة من اجل المساومة حول هذا الموضوع.