احتشد عشرات الآلاف المصريين في وسط القاهرة للمشاركة في مظاهرة ''جمعة الإنقاذ'' والمطالبة بتطهير مصر من الفساد، وبإحالة كل من رئيس البرلمان المحل فتحي سرور ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي وأمين عام الحزب الوطني صفوت الشريف إلى المحاكمة في ظل ''القرارات والتصرفات الخاطئة التي أضرت بالاقتصاد القومي وبمصالح الشعب المصري بصورة كبيرة''· وأكد المتظاهرون ضرورة تعديل الدستور تعديلا شاملا وعدم اقتصار التعديلات على عدد قليل من المواد وتقليل سلطات رئيس الجمهورية فيه، بالإضافة إلى استمرارهم في تظاهراتهم حتى تلبية مطالب الثورة· وكان ائتلاف الثورة وبعض القوى السياسية قد دعت إلى مظاهرة مليونية لإنقاذ الثورة وبدأ توافد المتظاهرين لميدان التحرير منذ ليلة أمس للمشاركة في المظاهرة·من ناحية أخرى، اعتبر الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المرتقب لرئاسة مصر، أمس، بأن 80 بالمائة من الشعب المصري غير جاهز للديمقراطية وأن الانتخابات القادمة لن تكون ممثلة من كافة القوى السياسية في البلاد· وأرجع البرادعي اقتناعه بعدم جهوزية أغلب الشعب المصري للديمقراطية، إلى أن الشارع ليس لديه قدرة الآن على إنشاء أحزاب سياسية تكون قادرة على التواصل مع الناس وجمع أموال، مضيفاً أن قرار إجراء الانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل جاء متسرعا لأنه كان يجب إعطاء فرصة لكل القوى السياسية حتى يكون هناك تكافؤ للفرص في المنافسة الديمقراطية·ووصف الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قرار إنشاء لجنة الدستور الجديد من مجلس الشعب الجديد بأنه خاطئ تماماً لنفس السبب، متوقعا ألا يمثل المجلس القادم كل القوى السياسية الوطنية، ومؤكدا ضرورة صياغة الدستور الجديد عن طريق لجنة توافق وطني تمثل كل أطياف الشعب من عمال وفلاحين وسياسيين ومثقفين ومفكرين ومهنيين· وأضاف البرادعي ''نحن نمرّ بمرحلة أخطر من تفجير الثورة وهي إدارة الثورة؛ لأننا إذا لم ننجح في تحقيق كافة المطالب المنشودة التي قامت من أجلها الثورة في المرحلة الانتقالية فلن نصل إلى الأهداف التي قمنا من أجلها بالثورة''· وأشار في ختام حديثه إلى أنه لا توجد أي خطة طريق واضحة للمرحلة الانتقالية، وليس هناك تخطيط إلى أين تسير الأمور بعد انتهاء هذه المرحلة، ورأى أننا نعيش مرحلة غامضة