البلاد - عبد الله ندور - دعت الكتلة البرلمانية لجبهة المستقبل، إلى لقاء بين قوى المعارضة اليوم بالمجلس الشعبي الوطني، لطرح مبادرة وساطة هي الثالثة من نوعها، في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة الغرفة الأولى للبرلمان التي تدخل أسبوعها الثالث. فيما تصر كتل الأغلبية البرلمانية على رفض أي مبادرة وساطة مع رئيس المجلس السعيد بوحجة. ووجهت اليوم الأربعاء، المجموعة البرلمانية لحزب عبد العزيز بلعيد، دعوات لنواب المعارضة تدعوهم فيها للاجتماع، بحثا عن حلول لإخراج المجلس الشعبي الوطني من حالة الانسداد التي يعرفها منذ ال26 من شهر سبتمبر المنقضي. ويبدو أن مبادرة جبهة المستقبل بالمجلس الشعبي الوطني تتجه نحو الفشل مثل سابقاتها، حيث إنها لم تجد تجاوبا من بعض أطراف المعارضة من بينها حركة مجتمع السلم، حيث كشف رئيس كتلتها أحمد صادوق "إن كتلة حمس غير معنية بهذه المبادرة"، مبديا رفضه لطريقة إخراج المبادرة قائلا "كان يجدر أن نلتقي أولا ونحدد محاور المبادرة.. ولكن هم اختاروا لها إخراجا معينا.. فليتحملوا المسؤولية وليواصلوا وساطتهم". فيما أكد جلول جودي، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب العمال، أن أزمة المجلس توضح "ضرورة التجديد السياسي والمؤسساتي والدستوري"، ولتحقيق هذا التجديد "لا يوجد إلا سبيل واحد" حسب حديث جودي ل«البلاد" يتمثل في "تجسيد مبادرتنا الداعية لانتخاب مجلس تأسيسي وطني يعيد الكلمة للشعب ويمنحه حق اختيار مؤسساته وشكل النظام الذي يريده"، معتبرا أن "الوساطة ليست دورا من أدوار حزب العمال". وفي السياق ذاته، أكد معاذ بوشارب، رئيس كتلة حزب جبهة التحرير الوطني في تصريح إعلامي، أن نتائج اجتماع الكتل ال5 للموالاة المطالبة بسحب الثقة من السعيد بوحجة، والتي اجتمعت أول أمس، خلصت إلى التأكيد على عدة مواقف أبرزها عدم قبول أي مبادرة من أي جهة كانت "يسعى أصحابها إلى ركوب الموجة في الوقت الضائع"، التأكيد على أن جميع نواب الكتل الخمسة متماسكون وموقف جميع النواب واحد وهو "مطالبة بوحجة بالرحيل ولا يوجد أي خلاف أو شقاق أو عدم تجانس بين نواب الكتل الخمسة"، التأكيد على موقف الكتل ال5 المطالبة برحيل بوحجة "لا علاقة له بشخصه"، مؤكدين أنهم لم ولن يتعرضوا لشخص بوحجة "لا بالشتم ولا أي كلام خرج عن السياق ولا يسمحوا بدورهم أن يتعرض لهم البعض بالشتم أو بكلام خارج عن السياق"، بل مطلب الكتل الخمسة "واضح وهو مطالبة الرجل بالاستقالة ولا شيء أخر". ومع إصرار كتل الأغلبية الرئاسية على رفض أي مبادرة وساطة، فإن ما تسعى كتلة جبهة المستقبل لتحقيقه يتجه نحو الفشل، مثل ما حدث مع مبادرة حزب التحالف الوطني الجمهوري التي قادها بلقاسم ساحلي، والتقى على إثرها رئيس المجلس الشعبي الوطني، غير أن رؤساء كتل الأغلبية أكدوا رفضهم لهذا المسعى. كما سبق وأن قادت كتلة حركة مجتمع السلم وساطة "سرية" لم تظهر للعلن وباءت هي الأخرى بالفشل.