نفى وزير الخارجية مراد مدلسي، أمس، تقديم الجزائر عربات عسكرية لدعم قوات العقيد معمر القذافي حسب ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية، أمس خلال لقاء جمعه مع الصحفيين الفرنسيين، إنه أجرى اتصالا وديا مع نظيره الجزائري بخصوص المعلومات حول حصول العقيد القذافي من الجزائر على عربات عسكرية محملة بالذخائر، وأضاف ''لقد طرحت عليه أسئلة وقدم لي ضمانات بأن ذلك غير حقيقي''. فيما اكتفت وزارة خارجيتنا من خلال بيان لها، بنقل خبر الاتصال الهاتفي وقالت ''المحادثات الهاتفية بين مدلسي ونظيره الفرنسي تناولت آفاق تطوير العلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية والوضع في منطقة المغرب العربي''، في إشارة على وجه الخصوص إلى الوضع الليبي. ويأتي الاتصال الهاتفي، الذي يحمل في طياته نوعا من التحذير، غداة نشر تقرير يشير إلى تقديم المجلس الانتقالي الليبي المدعوم من فرنسا شكوى ضد الجزائر بتهمة تقديم دعم للعقيد القذافي عبر تسهيل نقل مرتزقة ومعدات حربية مزعومة. ويعتقد أن التحذير الفرنسي المبطن خطوة أولى في توجيه الأنظار إلى الجزائر التي ترفض السياسية الفرنسية وممارسها في القارة الإفريقية والتدخل في شؤونها الداخلية. ورفضت الجزائر في وقت سابق تقديم تسهيلات لقوات فرنسية خاصة ولطيرانها من عبور الأجواء الجزائرية. ويثير الموقف الجزائري المستقل حنق باريس وخصوصا رفضها الاعتراف بالمجلس الانتقالي ودعم جهود حلول كادت تقوض مساعي باريس لوضع اليد على ليبيا تحت غطاء حماية المدنيين من جنون العقيد القذافي. وأشارت تقارير متخصصة إلى أن العلاقات بين الجزائر وباريس تسير من مرحلة البرودة إلى التأزم في ظل توجه الرئيس الفرنسي الذي يواجه تهديدا بعدم البقاء في قصر الإليزيه لإخضاع خصومه تحت التهديد لانتزاع تأييد الرأي العام الفرنسي لإعادة انتخابه لولاية جديدة. ويأتي الموقف الفرنسي المشكك في سياسة الجزائر من الأزمة الداخلية لليبيا في ظل تقارير عن لقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي مع القائد العسكري في المجلس الانتقالي الليبي عبد الفاتح يونس، رفقة أعضاء في المجلس في الإليزي في 13 أفريل الجاري. وأوردت مصادر إعلامية أن باريس تسعى لتوريد معدات حربية للمعارضة المسلحة الليبية عبر قطر منها صواريخ مضادة للمدرعات من نوع ميلان وإرسال قوات خاصة تتولى تحديد مواقع قوات الجيش الليبي لتسهيل مهمة المعارضة التي تواجه مشاكل كبيرة في التقدم و تعزيز مواقعها.