لم يمر الإقصاء المر الذي تكبده شبيبة القبائل على يد أمل غريس، في الدور ال 32 من منافسة كأس الجزائر، دون أن يخلف ردود أفعال قوية من عشاق الكناري الذين راحوا يحملون الإدارة مسؤولية خروجهم من الكأس على يد فريق ينتمي إلى قسم ما بين الرابطات، ولو أن عنصر المفاجأة دائما يحضر في هذه المنافسة. وكانت الخسارة التي مني بها شبيبة القبائل أمام أمل غريس بثنائية نظيفة، فرصة لمحبي اللونين الأصفر والأخضر، ليوجهوا سيلا من الانتقادات لشريف ملال، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أنهم لم يكونوا ينتظرون تراجع نتائج الفريق بهذا الشكل، بما أن أشبال المدرب الفرنسي فرانك دوما، تكبدوا أربع هزائم متتالية أمام كل من اتحاد العاصمة، وشباب قسنطينة، وأهلي برج بوعريريج وأمل غريس (في كأس الجزائر)، وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات، في وقت كان النادي مرشحا لإكمال مرحلة الذهاب، متصدرا. وبدا شبيبة القبائل تائها فوق المستطيل الأخضر، وكأنه ليس الفريق الذي أطاح بمولودية الجزائر بخماسية وتغلب على وفاق سطيف بملعب الثامن من مايو، لكن زملاء الحارس صالحي كانوا ظلا لأنفسهم، باعتراف ميلود عيبود الذي قال "لم نقم بأي شيء من أجل التأهل، ولم نتعرف على لاعبينا و إن بقي الأداء على هذا النحو، فإن الأمور ستكون جد صعبة في مرحلة الإياب". وفي الوقت الذي كان شبيبة القبائل يحقق، نتائج جد رائعة في البطولة، استغل شريف ملال فرحة وحماس الجماهير، وراح يسرح أحسن لاعب في الفريق، ويتعلق الأمر بمهدي بن علجية، لأسباب يجهلها الجميع، رغم أن اللاعب وصل إلى مستوى لم يبلغه منذ أن عرف أبجديات الكرة، كما سرح الدولي سليم بوخنشوش الذي كان صمام أمان في وسط الملعب. ويتساءل عشاق اللونين الأخضر والأصفر، عن نوع المشروع الرياضي الذي يتحدث عنه الرئيس القبائلي شريف ملال، ولو أن النتائج هي التي تضمن الطمأنينة والاستمرارية، بما أن الجمهور الكروي الجزائري، لا يملك ثقافة الصبر والمشاريع الرياضية، وأن الشبيبة خلقت من أجل حصد الألقاب وجلب الأسماء الثقيلة، سواء كانت من داخل القبائل أو من خارجها. وكان شريف ملال يؤكد في كل مناسبة، بأنه سيستقدم لاعب أو اثنين على أقصى تقدير، في وقت يصرح الفرنسي فرانك دوما، بأن الفريق بحاجة إلى تدعيمات في المناصب الثلاثة، رغم أن النادي لا يعاني من أزمة مالية وأن خزينة الفريق منتعشة هذه الأيام بأموال الممولين الذين وصل عددهم إلى تسعة، دون الحديث عن دعم والي ولاية تيزي وزو، الذي وعد بتقديم إعانة مالية تفوق ملياري سنتيم جزائري، لكن عملية الاستقدامات لا زالت تراوح مكانتها. ويتمنى محبو الشبيبة، أن تُلفت أنظارهم باستقدامات نوعية والعودة إلى سكة الانتصارات، وليس بتصريحات نارية صوب الآخرين، لن تفيد الفريق في شيء بل تزيد من إشعال نار الفتنة.