مرة أخرى يجدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مطلبه الداعي لتغيير الحكومة الحالية· بلخادم قالها في التلفزيون وجددها أمس في حوار له، وهنا نلمس لغة التقارب بينه وبين شريكه الثالث في التحالف الرئاسي حمس على الأقل فيما تعلق بالموقف من حكومة أويحيى، وهذا طبعا رغم ما يبدو من تطابق في وجهات النظر بين الأفلان والأرندي، لكن مطلب التغيير الحكومي يقوّض كل تقارب مع حزب أويحيى، لأن الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في هذه الحالة يدعو إلى الإطاحة بشريكه في التحالف، وهو ما يعني أيضا العودة إلى الحرب التقليدية بين ما يوصف بالإخوة الأعداء· فموقف بلخادم يعيدنا إلى مربع الخلافات الأول بين حزب جبهة التحرير الوطني الذي لم ينس فضيحة تزوير الانتخابات التشريعية والمحلية لعام 1997 من جهة، وبين التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرى دون أن يعلنها في الأفلان الخصم الحقيقي·لكن هذا الطرح يؤدي بنا إلى الدوران في حلقة الماضي·· الأفلان ·· الأرندي ·· وهذا أمر مرفوض شعبيا على ضوء الحراك الراهن، لأن سياسة الأمر الواقع التي تقول بحكومة يرأسها إما عبد العزيز بلخادم أو أحمد أويحيى، هذه السياسة تجاوزتها الأحداث نظرا لواقع آخر تفرضه المعطيات الداخلية والإقليمية والعربية والدولية أيضا·لقد تأكد أن بلخادم يريد إسقاط الحكومة، لكن الذي يريده الشارع السياسي والشعبي في بلادنا بديلا آخر لحكومة جديدة غير متجددة، أكثر قربا من الحاجيات الوطنية وأكثر ابتعادا عن الأطماع الحزبية··· وهذه نقطة الخلاف بين ما يريده بلخادم وما يأمله الشارع في بلادنا·