انتهت القمة العادية الأخيرة للتحالف الرئاسي ببيان ختامي أكد فيه المجتمعون تمسكهم بالتحالف الرئاسي كإطار وخيار استراتيجي لمساندة تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، رغم الانتقادات الصريحة التي وجهها رئيس حركة مجتمع السلم سلطاني إلى الأرندي شريكه في التحالف بعد الاتفاق الذي وقعه مع حزب العمال في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، فيما اختار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الصمت والصوم عن الكلام، ففي سابقة أولى من نوعها اعتذر عبد العزيز بلخادم عن الإدلاء بأية كلمة في افتتاح أشغال قمة التحالف، وعلامات عدم الرضا بادية على وجهه. كانت الندوة الصحفية التي نشطها الأمين العام للأرندي بصفته الرئيس الحالي للتحالف الرئاسي فرصة للرد وتوضيح ما يجري في بيت التحالف، مؤكدا أن التحالف الرئاسي لن يوسع إلى أحزاب أخرى وأن توسيع هذا القطب السياسي لم يطرح أو يناقش في القمة الأخيرة، مبررا في المقابل تحالفه مع حزب العمال في الاستحقاق الانتخابي الأخير بالقول«لم يكن تحالفنا مع الأرندي انسلاخا عن التحالف ولا تصرفا فريدا من نوعه، وعندما يتعلق الأمر باستحقاق انتخابي فكل حزب حر في التحالفات التي يعقدها لضمان الفوز وتحقيق مكاسب سياسية. وأضاف أن بنود نص الاتفاق الذي أمضاه حزبه مع حزب العمال لا تختلف عن المبادئ التي تتبناها أحزاب التحالف الرئاسي، مؤكدا أن حزب العمال ليس طرفا في التحالف ولم يقحم في التحالف. وفي اختتام الأشغال وفي البيان الموقع من قبل بلخادم وأويحيى أبو جرة، دعت أحزاب التحالف الرئاسي إلى تفعيل الهيئة الدائمة للتفكير والتنسيق المشترك وتكليفها بالخروج بتوصيات للقمة المقبلة للتحالف الرئاسي حول هذا الملف، كما أشارت إلى ضرورة تعزيز التنسيق بينها على مستوى المجالس المحلية لضمان مزيد من الاستقرار والفعالية في خدمة المواطن، وكذا ترقية التنسيق ما بين الأحزاب الثلاثة. كما أكدت أحزاب التحالف الرئاسي دعمها لما جاء في تعليمة رئيس الجمهورية المتعلقة بمكافحة الفساد، ودعت في المقابل إلى حماية الإطارات النزيهة من أن يساء إليها ومن أن يسبق حكم وسائل الإعلام حكم القضاء في كل تحقيق يفتح. و بخصوص الأوضاع على الساحة الوطنية عبرت الأحزاب الثلاثة عن مباركتها لنجاح الثلاثية الأخيرة و لتكريس العقد الاقتصادي و الاجتماعي المبرم سنة 2006 مع أفق جديدة في نهاية مهلته الرباعية و العمل على تطويره حتى يبقى الإطار الفعال في معالجة كل الملفات التي تطرح على الساحة الوطنية، كما ناشد البيان الحكومة الاستمرار في تفعيل الحوار الاجتماعي وتحسين الأوضاع الاجتماعية للعمال وللمواطنين عامة داعيا المجتمع وممثلي العمال خاصة إلى تغليب أسلوب الحوار والحرص على عدم التفريط في خدمة المواطنين وعلى النهوض بالاقتصاد الوطني. وردا على الإجراءات التي اتخذتها واشنطن وباريس ضد الجزائر بإدارجها في قائمة الدول الخطيرة التي يخضع رعاياها إلى تفتيش دقيق في مطارات الدولتين تحت غطاء مكافحة الإرهاب، فقد استنكر بيان التحالف الرئاسي استغلال حجة مكافحة الإرهاب للمساس بسمعة الإسلام أو بكرامة الشعوب الإسلامية، كما أكدت الأحزاب الثلاثة في نفس الشأن أنه لا يمكن لأي كان في العالم إعطاء دروس للجزائر في مكافحة الإرهاب أو الاتكال على الجزائر في التعاون ضد آفة الإرهاب من جهة والمساس من جهة أخرى بسمعتها وبكرامة مواطنيها من خلال إجراءات عنصرية.