البلاد - حليمة هلالي - كشف اليوم الخبير في الطاقة، حسني توفيق، أن من حق الشركة الوطنية "سوناطراك"، رهن توقيع أو إلغاء عقد الشراء المُرتقب لأصول "أناداركو" من قبل الشركة النفطية "توتال"، حيث لا يتم ذلك إلا بموافقتها. يأتي هذا في الوقت الذي عصف الحراك الشعبي بأحلام الشركات الفرنسية في إمكانية التموقع أكثر في الجزائر. وقال الخبير في الطاقة، حسنى توفيق، إن العقد المبرم بين "سوناطراك" وشركة "أوكسيدانتال" يخولها رفض اقتناء أصول المجمع النفطي الأمريكي "أناداركو" بالجزائر من قبل "توتال" الفرنسية، خاصة وأن هذه الأخيرة كانت قد وقّعت على اتفاق ملزم مع شركة "أوكسيدانتال"، إذ يحق ل«سوناطراك"، بموجب العقد الممضي بينها وبين "أناداركو" شراء أصول هذه الصفقة، وفي حال ما إن عجزت ماليا تتوجه إلى المحكمة للفصل في هذه القضية، ولها حرية اختيار من سيشتري هذه الأصول للعمل في حقول النفط الجزائرية. وأرجع الخبير في الطاقة، أن قضية "توتال" و«سوناطراك" بخصوص صفقة "أناداركو"، هي قضية سياسية محظة، خاصة وأن الجزائر تمر بالحراك الشعبي الوطني الرافض لكل ما له علاقة مع فرنسا، ولذلك فإن للحراك تأثير كبير على الشركات الفرنسية خاصة الطاقوية. للإشارة، فقد أعلنت الشركة الفرنسية "توتال" فيما سبق، أنها وقعت على اتفاق ملزم مع شركة "أوكسيدانتال" من أجل اقتناء أصول المجمع النفطي الأمريكي "أناداركو" بالجزائر وغينيا والموزمبيق وجنوب إفريقيا، حسبما علم الاثنين لدى المجمع الفرنسي. وقالت شركة "توتال"، إن الاتفاق المُحتمل إبرامه في حال قبول العرض القائم لشركة "أوكسيدانتال" من أجل إعادة شراء مجمع "أناداركو"، تقدر قيمته ب 8.8 مليار دولار. وأكدت "توتال"، أن هذه الصفقة مرهونة بتوقيع واستكمال عقد الشراء المُرتقب لمجمع "أناداركو" من قبل "أوكسيدانتال" وموافقة السلطات الجزائرية بما فيها الشركة الوطنية "سوناطراك"، مضيفا أنه من المقرر استكمال الصفقة بين شركتي "أوكسيدانتال" و«توتال" في 2020. للإشارة، فإن مجمع "أناداركو" متعامل في الجزائر ينشط في الكتلتين 404 و208، بمساهمة تقدر ب 24,5 بالمائة، في حوض بركين (حقول حاسي بركين وأورهود والمرك)، حيث تملك شركة "توتال" 12.25 بالمائة، وخلال سنة 2018 بلغ إنتاج هذه الحقول 320.000 برميل معادل نفط. وفي حال ما إذا تحقق شراء "أناداركو" من قبل "أوكسيدانتال"، سيقدم ل«توتال" فرصة شراء حقيبة أسهم من الصنف الدولي في إفريقيا، الأمر الذي سيقوي مكانة الشركة الفرنسية الرائدة ضمن الشركات الخاصة العالمية في القارة، كما أنه بمجرد شراء أسهم "أناداركو" في الجزائر، ستصبح "توتال" متعامل أسهم نفطي مهم. وستسمح هذه الصفقة ل«توتال" و«أوكسيدانتال" بأن يكونا رابحين، معتبرا أن "توتال" ستحصل على أزيد من 3 ملايير برميل موارد، في حين ستعزز "أوكسيدانتال" ميزانيتها تبعا لشراء "أناداركو" عن طريق إعادة بيع أسهم "أناداركو" العالمية ل«توتال".