البلاد - آمال ياحي - دعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى تطبيق نظام فوترة صارم على عملية بيع أضاحي العيد هذه السنة، لتفادي وقوع المواطنين في فخ المضاربين، الذين يحاولون مع اقتراب العيد الأضحى فرض أسعار تتجاوز القدرة الشرائية للمواطن، وبعيدة تماما عن الثمن الحقيقي المتداول في أسواق الماشية. وأكد عضو المكتب الوطني للمنظمة، الواسع سفيان، في تصريح ل«البلاد"، أن المنظمة سبق وأن طرحت هذا الانشغال في لقاء رسمي مع مسؤولي الوزارة، وطالبت بإعطاء أرقام واضحة عن عملية تسويق الماشية في الجزائر، مشيرا إلى أن الغالبية الساحقة للموالين ومربي الماشية ينشطون بدون سجل تجاري، الأمر الذي يزيد في صعوبة مراقبة حركة تنقل القطعان بين الولايات وكذا تحديد تعدادها. وأضاف المتحدث أن عدد الأضاحي يتراوح بين 3 و4 ملايين أضحية، وهو عدد ليس بالكثير إذا ما أرادت السلطات الوصية التحكم في زمام الأمور، بإلزام الموالين باعتماد نظام الفوترة على الأقل في نقاط البيع التي تم تخصيصها لاقتناء أضحية العيد، كما ناشد المواطنين بعدم شراء الماشية بدون وصولات، وعلّق على هذه المسألة قائلا "من غير المقبول أن يقتني شخص أضحية بالملايين دون أن يأخذ ضمان على سلامة الأضحية. وبخصوص النقطة الأخيرة، كشف المتحدث عن برنامج تحسيسي، ستطلقه المنظمة هذه الأيام، لتوعية المستهلك بأهمية التقيد بشروط النظافة أثناء وبعد عملية الذبح، ناصحا بعرض الأضحية على طبيب بيطري في حال ما ساوره الشك حول مرض محتمل، مشيرا إلى وضع الآليات الضرورية لتشجيع المواطنين على اللجوء إلى المذابح البلدية، لا سيما في حال بقاء درجات الحرارة مرتفعة، ما يهدد بتكرار سيناريو تعفن اللحوم. وكانت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، قد أفرجت نهاية الأسبوع الفارط، عن مخططها لإنجاح عيد الأضحى الذي تفصلنا عنه أياما فقط، حيث تم تجنيد 2.000 طبيب بيطري من القطاع العام و9.000 بيطري خاص لتعزيز مراقبة تنقل وبيع وذبح الأضاحي، ولضمان سلامة المستهلك تزامنا مع حلول عيد الأضحى المقبل. وخلال اجتماع ترأسه مدير المصالح البيطرية، قدور هاشمي كريم، بوزارة الفلاحة، نهاية الأسبوع، بخصوص التحضير لعيد الأضحى المقبل، بحضور المفتشين البيطريين لولايات الوسط (15 ولاية)، ورؤساء جمعيات البياطرة الخواص، أكد أنه تم إرسال تعليمة لكل المصالح البيطرية لتوقيف كل عمليات التلقيح 25 يوما قبل العيد، وهذا لضمان سلامة صحة الخرفان والمستهلك. كما تقرر بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تنظيم زيارات تفتيشية للمناطق التي تم اختيارها كنقاط بيع معتمدة، للاطلاع على مدى توفير كل ظروف الصحة والنظافة، كما سيتم تنظيم برامج إذاعية وتلفزيونية، وتفعيل دور الإذاعات المحلية في عملية التوعية والتحسيس، فضلا عن التنسيق مع القطاعات الوزارية الأخرى، ومنها وزارة الشؤون الدينية في هذه العملية. وبهذا الخصوص، سيتم تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى المذابح البلدية من قبل المفتشين البيطريين، لتعريف المواطنين بتقنيات الذبح السليمة، وكيفية التعرف على سلامة لحم الأضحية، وذلك ضمن الإجراءات المتخذة لضمان سلامة اللحوم من التعفن، مع تشجيع المواطنين على ذبح أضاحيهم بالمذابح التي تتوفر على كل الشروط النظافة. ويشار إلى أن وزارة الفلاحة أعطت تعليمة للمفتشين البيطريين بتقديم شهادات صحية لمرافقة الحيوانات خلال فترة تنقلهم، إلى جانب وضع نقاط مراقبة لوسائل نقل الماشية إلى الولايات الأخرى، والتي تتطلب شهادات صحية تصدرها المصالح البيطرية في ولاية المنشأ، فيما أعلنت فيدرالية الموالين أن أسعار الأضاحي هذه السنة، ستراوح بين 5 و7 ملايين سنتيم، ولم تسجل السلطات المعنية أي تدخل إلى حد الساعة من أجل تسقيف الأسعار بناء على ثمنها الحقيقي في السوق.